24ساعة-متابعة
حظيت رائدة السينما المغربية المخرجة فريدة بنليزيد، بتكريم رائع، مساء اليوم الأربعاء، وذلك في إطار الدورة الـ 19 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، التي تتواصل إلى غاية 19 نونبر الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وذلك تقديرا لمسيرتها الفنية المتميزة في السينما المغربية.
وخلال حفل بهيج بقصر المؤتمرات بالمدينة الحمراء، عرف حضور نجوم الفن السابع وشخصيات من عالم الفن والثقافة والإعلام، تسلمت فريدة بنليزيد النجمة الذهبية من طرف الفنان يونس ميكري.
ووسط تصفيقات الجمهور وخلال لحظات مؤثرة، رحبت المخرجة فريدة بنليزيد بالحضور، وعبرت عن سرورها البالغ بالتكريم الذي خصها به المهرجان في دورته التاسعة عشر.
وتوجهت المخرجة فريدة بنليزيد في كلمة لها بهذه المناسبة، بالشكر إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس على إحداث هذا المهرجان، كما تقدمت بالشكر إلى صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. كما أعربت عن شكرها لمنظمي المهرجان على دعوتها لحضور فعالياته كل سنة.
وقالت بنليزيد إنها تشعر اليوم خلال هذا الحفل، وكأنها ولدت من جديد، مذكرة في هذا الإطار، أنها كانت عضوا في لجنة التحكيم خلال الدورة الأولى للمهرجان.
وأضافت المخرجة أنها تحب المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بشكل خاص لأنه يدعم أعمال المخرجين الأولى، مضيفة أنها طيلة هذه السنوات كانت تشعر بالسعادة عندما تشاهد أفلاما رائعة لأن الاختيار كان دائما ممتازا.
وأشارت بنليزيد إلى أنها معجبة بتلك “الأحلام المجنونة التي تجسدها الأفلام الأولى”.
وفي هذا الإطار، تحدثت عن فيلمها الأول “باب السماء مفتوح” الذي يمكن للجمهور مشاهدته غدا الخميس ضمن عروض المهرجان، والذي منحته النسخة الرقمية الأخيرة حياة ثانية، واستؤنف عرضه في بلدان كثيرة.
وأعربت بهذه المناسبة عن شكرها لحسن دلدول المنتج التونسي الذي شجعها على إخراج أول شريط مطول لها وشاركها في إنتاجه، كما أعربت عن شكرها لكل من اشتغلت وتعاونت معه خلال مسيرتها الفنية.
وخلال هذا الحفل، قالت الإعلامية فاطمة لوكيلي في كلمة لها في حق المخرجة فريدة بنليزيد، إن هذا التكريم لحظة للاحتفاء بأيقونة مغربية تحتل مكانة خاصة في الساحة الثقافية المغربية، مضيفة أن بنليزيد امرأة فريدة بأخلاقها وأحاسيسها.
وأبرزت لوكيلي أن هوية المخرجة فريدة بنليزيد تشكلت في مدينة طنجة المدينة المنفتحة على العالم ذات الحمولة الثقافية الرفيعة، وأن وعيها تشكل من آفاق مختلفة.
وأشارت إلى أن بنليزيد سيدة اقتحمت عالم الصورة والكلمة وتملكت أدواتها، فأبانت عن قدرة فائقة في التقاط معاناة المرأة والإصغاء إلى همومها والتقاط نبض المجتمع.
وتميز هذا الحفل بعرض مقتطفات من أشهر أفلام المخرجة فريدة بنليزيد، بالإضافة إلى عرض شريط “حمى البحر المتوسط” للمخرجة مها حاج.
يشار إلى أن فريدة بنليزيد رحلت في سنة 1970 إلى العاصمة الفرنسية باريس من أجل دراسة الأدب والسينما في جامعة فانسين، ثم التحقت بالمدرسة العليا للدراسات السينمائية.
وأعقبت ذلك العديد من التدريبات في مجال السينما، قبل أن تشارك في تأسيس أول شركة إنتاج لها ” قمر فيلم”، حيث قامت بإنتاج “جرحة في الحائط “للجيلالي فرحاتي.
وفي باريس، أخرجت أول فيلم وثائقي قصير بعنوان “هوية امرأة”، الذي استعرضت فيه حياة المهاجرات المغاربيات هناك. ثم كتبت سيناريو فيلم “عرائس من قصب” للجيلالي فرحاتي (1981) الذي عرض في قسم “أسبوعي المخرجين” بمهرجان كان سنة 1982.
وبعد أن كتبت سيناريوهات أفلام أخرجها عدد من السينمائيين المغاربة، من بينها “باديس” (1989) لمحمد عبد الرحمان التازي، ثم في وقت لاحق،” البحث عن زوج إمرأتي” (1995)، بدأت مشوارها الفني في الإخراج من خلال فيلمها الروائي الطويل “باب السماء مفتوح” (1988)، قبل أن توقع على فيلمها الروائي الثاني “كيد النساء” (1999).
وأخذتها أعمالها السينمائية والتلفزيونية اللاحقة إلى الدار البيضاء في فيلم “الدار البيضاء يا الدار البيضاء” (2002)، قبل أن تعود إلى طنجة من أجل اقتباس رواية لأنخيل فاسكيز في فيلم ” خوانيتا بنت طنجة” (2006).
كما قامت فريدة بنليزيد بإخراج مجموعة من الأفلام الوثائقية نقلتها إلى مختلف مناطق المغرب.