24 ساعة – عبد الرحيم زياد
فاز سيدي ولد التاه، برئاسة البنك الإفريقي للتنمية، كتتويج لمسيرة رجل نذر حياته لخدمة القارة السمراء، متسلحا بفهم عميق لتحدياتها وطموحاتها.
وينحدر ولد التاه من موريتانيا، أرض الصبر والعزيمة، وهو ما يبدو جليا في مسيرته المهنية التي اتسمت بالصعود التدريجي والنجاحات المتتالية، ولم تكن رحلته سهلة، بل كانت مليئة بالمثابرة والتعلم في مختلف المناصب التي شغلها، بدءا من القطاع العام في بلاده، وصولا إلى المؤسسات المالية الدولية المرموقة.
ما يميز سيدي ولد التاه ليس فقط سجله الحافل بالإنجازات، بل أيضا منهجه العملي في التعامل مع القضايا التنموية، حيث يدرك أن التنمية ليست مجرد أرقام ومؤشرات، بل هي عملية شاملة تتطلب تضافر الجهود على كافة المستويات، بدءا من تمكين الأفراد وصولا إلى بناء الاقتصادات القوية والمستدامة.
يأتي تولي سيدي ولد التاه، هذا المنصب في وقت حرج بالنسبة للقارة الأفريقية، التي تواجه تحديات جمة تتراوح بين تغير المناخ، والصراعات، والتحديات الاقتصادية. ولكنها في الوقت ذاته تحمل فرصا هائلة للنمو والتطور، كما أن ولد التاه، بخبرته الواسعة في مجال التمويل والتنمية، يمتلك القدرة على قيادة البنك الأفريقي للتنمية نحو تحقيق أهدافه الطريحة في دعم النمو الاقتصادي والاجتماعي الشامل في القارة.
ومن المتوقع أن يركز ولد التاه على تعزيز الاستثمارات في البنية التحتية، ودعم ريادة الأعمال، وتحفيز الابتكار، وتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي، وهي كلها ركائز أساسية لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة في أفريقيا.
كما أنه سيولي اهتماما خاصا بتمكين الشباب والنساء، وإدماجهم في عجلة التنمية، إيمانا منه بأنهم يمثلون الثروة الحقيقية للقارة.
سيدي ولد التاه ليس مجرد مسؤول بنكي، بل هو قائد يمتلك رؤية وطموحا لإفريقيا مزدهرة ومستقرة. ومع تسلمه هذه المسؤولية الكبيرة، تتجه أنظار القارة والعالم نحو مسيرته الجديدة، متطلعين إلى أن يكون قائدا حقيقيا للتغيير، وأن يقود البنك الأفريقي للتنمية، ليصبح المحرك الأهم في تحقيق أحلام وطموحات الشعوب الأفريقية.