24ساعة-متابعة
عادت عجلة قطاع السياحة بتارودانت إلى الدوران مرة أخرى، بعد فترة قصيرة من الزلزال الذي ضرب المنطقة الأسبوع الماضي.
وتعرف تارودانت، كوجهة لعشاق السياحة الإيكولوجية والجبلية، وهي تستقطب عشرات الآلاف من السياح سنويا، من مختلف دول العالم بفضل بنية تحتية مهمة ومتنوعة ومواقع طبيعية وتاريخية على امتداد الإقليم.
وشهدت المدينة، منذ نهاية الأسبوع الماضي، توافد العديد من الحافلات السياحية وعلى متنها أفواج من السياح من جنسيات مختلفة اختاروا الإبقاء على برنامجهم لزيارة المنطقة، مما يؤكد الثقة في قدرة المنطقة والبلاد عموما على تجاوز آثار الزلزال المدمر.
وأكد عدد من مهنيي السياحة في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء أن مختلف الوحدات الفندقية والرياضات المنتشرة بمختلف مدن ومراكز الإقليم تسجل نسب ملء مهمة، وهو ما بدد تخوفات الفاعلين السياحيين من تأثير محتمل للزلزال على مكانة الإقليم ضمن خارطة السياحة الوطنية.
هذا السياق، اعتبر رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بتارودانت، عزيز نعمة، بأن الحجوزات في جميع الوحدات الفندقية والرياضات ودور الضيافة بالإقليم، ارتفعت خلال هذه المرحلة، مضيفا أن الحركة السياحية أنعشها أيضا التوافد الكبير للمواطنين المغاربة الذي قدموا من مختلف المدن للتعبير عن تضامنهم مع الساكنة المحلية.
أما جون باتيست، مسير إحدى الرياضات بمدينة تارودانت، فأكد أن مؤسسته السياحية لم تتأثر كثيرا من تبعات الزلزال الذي ضرب بعض المناطق بالإقليم.
وأوضح باتيست، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه من المؤكد أن الزلزال تسبب في بعض الخوف في البداية، لكن ذلك لم ينعكس على وتيرة الحجز في وحدته السياحية، مضيفا بأنه لم تكن هناك إلغاءات للحجوزات خلال الشهر الجاري والمقبل.
وأكد الفاعل في المجال السياحي بأنه متفائل جدا لحاضر ومستقبل السياحة بإقليم تارودانت، معتبرا أن كارثة الزلزال، ورغم المآسي التي تسببت فيها، قدمت أيضا للعالم صورة مشرقة عن المغرب عبر زخم التضامن الداخلي الذي شهده، كما قدمت تارودانت كمدينة تاريخية جميلة نفضت عنها بسرعة فائقة غبار الزلزال.
من جهتها، اعتبرت توركيا، وهي فاعلة في المجال السياحي، أن الاستجابة القوية للسلطات في مواجهة آثار الزلزال، شجعت الكثيرين من السياح على القدوم إلى المنطقة أياما قليلة بعد هذه الكارثة الطبيعية.
وتعتقد توركيا، أن ما حدث خلال الأيام الماضية، من ملاحم بطولية، سطرتها فرق الإنقاذ ومختلف فئات الشعب المغربي، والنسيج المحلي لإقليم تارودانت، رفع من جاذبية المنطقة.
واعتبر عدد من السياح بدورهم ، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن حرصهم على الإبقاء على اختيارهم لوجهة تارودانت خصوصا وأنهم تابعوا من خلال تقارير إعلامية حجم التضامن المجتمعي، وقوة الاستجابة من قبل السلطات مباشرة بعد الهزة الأرضية.
وفضل سياح آخرون كانوا يتواجدون بالمنطقة خلال الزلزال البقاء فيها لمدة أطول، تعبيرا عن تضامنهم مع أهاليها، وثقة منهم في قدرة المغاربة على تجاوز المحنة في أسرع وقت.