24 ساعة – متابعة
في بلد تنخر فيه الفوضى كافة القطاعات، يمثل تنظيم انتخابات تشريعية سابقة لأوانها، مفروضة من قبل النظام من أجل النظام، ليعطي لنفسه الشرعية، تحديا، ورهانا محفوفا بالمخاطر، بالنظر إلى تفاقم حالة الاستياء، وخيبة الأمل.
وإذا كانت السلطات قد اختارت يوم أمس السبت لتنظيم انتخابات مرفوضة، فإن عقاب صناديق الاقتراع لم يتأخر كثيرا، حيث مني النظام بفشل ذريع جسدته نسب الامتناع القياسية، بعدما قاطعت أزيد من 70 في المائة من الهيئة الناخبة هذا الموعد الانتخابي، الذي تحول إلى مهزلة.
وهكذا كانت النتيجة، انتخابات دون ناخبين ولا أحزاب سياسية، ونسبة مشاركة وصلت بالكاد إلى 15 في المائة، عبد الساعة الرابعة بعد الزوال، ليخسر النظام الرهان، وتتقوض شرعيته، كما أن الجزائريين المستائين رفضوا خارطة الطريق التي اقترحها.
وقد تلقى النظام القائم، الذي لم يبال بإصرار الحراك الشعبي، وحزم أحزاب المعارضة، صفعة قوية، فالمشهد الذي ساد، يوم أمس، يبعث على الأسى، حيث خلت مكاتب التصويت من الناخبين، بعد ما قاطع الجزائريون هذه الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها، وعبروا عن رفضهم لها بكثافة.
كما أن السيناريو الأسوأ الذي كان يخشاه النظام حدث في نهاية المطاف، وتحول هذا الاستحقاق إلى مسخرة في عدد كبير من المناطق.