24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
هاجم النظام الجزائري مستوردي الموز لإخفاء الأسباب الحقيقية للارتفاع الصاروخي في الأسعار.
ومرة أخرى، التجار هم من يتحملون تبعات القرارات غير المنطقية والبعيدة كل البعد عن الاستراتيجية التي يتخذها النظام العسكري الجزائري. فبينما الدولة الجزائرية هي من تسببت في ارتفاع أسعار الموز بمقاطعتها للمصدر الرئيسي لهذه الفاكهة الاستوائية بسبب البوليساريو، يفضل النظام الجزائري معاقبة مستوردي هذه الفاكهة، ليس فقط بمصادرة شحناتهم، بل أيضًا بمنعهم من استيراد أي منتج في المستقبل، مما يحول دون استمرارهم في ممارسة مهنتهم.
عقوبات على المستوردين ومصادرة الشحنات
وتم فرض عقوبات من النظام الجزائري على 53 مستوردًا للفواكه، بما في ذلك الموز، والسبب أكثر غرابة: يتهمون “بعدم احترام التزاماتهم تجاه الدولة”.
وتمت مصادرة 42 حاوية من الموز في ميناء عنابة يوم الأحد. وأعلنت وزارة التجارة الجزائرية: “تنفيذًا لتعليمات أعلى سلطات البلاد، تقرر اتخاذ مجموعة من الإجراءات القانونية ضد المستوردين المعنيين، بما في ذلك حظر فوري ونهائي من الانخراط مستقبلاً في أي نشاط استيراد”.
وحاولت الدولة تبرير موقفها قائلة: “أتاحت نتائج أعمال هذه اللجنة تحديد قائمة بـ 53 مستوردًا انتهكوا بوضوح وصراحة التزاماتهم تجاه الدولة”، ملقية باللوم على المستوردين الذين زعمت أنهم سبب “الاختلالات في تزويد السوق الوطنية بالموز”.
أسباب ارتفاع الأسعار وتداعيات القرار السياسي
وصلت أسعار الموز في الجزائر إلى مستويات غير معقولة تصل إلى 850 دينارًا مقابل 400 دينار قبل شهر رمضان، والسبب أن الموز أصبح فاكهة نادرة جدًا منذ أن قطعت الدولة الاستيراد من الإكوادور، المورد الرئيسي لها.
يعود السبب إلى قرار سياسي اتخذته الإكوادور بتعليق الاعتراف بالكيان الوهمي للجمهورية الصحراوية المزعومة. ردًا على ذلك، قررت الجزائر معاقبة الإكوادور، لكن الشعب الجزائري هو من يعاني مع توقف انتقال الموز وارتفاع أسعاره بشكل باهظ. الإكوادور وبنما دعمتا خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء، مما دفع النظام الجزائري لمحاولة الضغط على هذه الدول بوقف استيراد الموز.
فشل دبلوماسي وتأثير على الشعب الجزائري
النظام العسكري الجزائري، الذي لا يقبل دعم الدول للمغرب، يحاول معاقبة الدول الداعمة له، لكنه يفتقر إلى وسائل ضغط فعالة سوى وقف استيراد الموز. الصحفي عبدو سمار وصف ذلك بأنه “فشل تام في إدارة اقتصاد البلاد”، مشيرًا إلى “العواقب الكارثية للقرارات الدبلوماسية غير العقلانية على محفظة الجزائريين”.
الجزائر حاولت الضغط على إسبانيا والولايات المتحدة دون نجاح، وتواصل التقرب من إدارة ترامب بينما تخوض حربًا دبلوماسية مع فرنسا بعد دعمها للمغرب، مما يظهر ارتباط هذه الأزمة بقضية الصحراء أكثر من كونها اقتصادية.