الدار البيضاء-أسماء خيندوف
أصدرت شركة “اليانز تريد” الرائدة في مجال تأمين الإتمان التجاري تقريرا بعنوان «التوقعات العالمية للتجارة 2024»، أوضحت فيه عن مساهمة التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين في رسم خريطة التجارة العالمية وإعادة تشكيل سلاسل الإمداد، مما يفتح المجال أمام قوى تجارية جديدة. في هذه الديناميكية الحديثة، حيث تم تحديد 25 محوراً تجارياً من «الجيل القادم»، من بينها المغرب الذي يحتل المرتبة 20 ويتميز بقدرات تجارية، رغم حاجته لتحسين كفاءته اللوجستية.
و يحلل هذا التقرير آفاق التجارة العالمية في ظل تزايد التوترات الجيو-اقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، حيث تعيد هذه التوترات تشكيل سلاسل الإمداد العالمية وتفتح المجال أمام دول العالم التالث لتصبح قوى تجارية جديدة.
و استعرض دور المراكز التجارية من الجيل الجديد التي، في ظل تفكك سلاسل الإمداد، تبرز كبدائل جذابة للمراكز التقليدية. هذه المراكز، الواقعة أساسًا في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، تستفيد من تنافسيتها المتزايدة وموقعها الاستراتيجي لجذب التدفقات التجارية المعاد توجيهها.
في هذا السياق، قامت “اليانز تريد” بتقييم الأسواق الناشئة وفقًا لثلاثة محاور – الكفاءة اللوجستية، الاتصال، والإمكانات التجارية، التي من المحتمل أن تلعب دورًا أكبر في هذا النظام المعقد للتجارة. وبعد هذه التحليل، حددت 25 اقتصادًا يمكن أن يستفيد من هذا التحول الجيو-اقتصادي نظرًا لقدرته على التنافسية. و احتل المغرب المرتبة العشرين ضمن هذه القائمة من البلدان الناشئة. كما احتلت المملكة بشكل خاص المرتبة 16 بإمكتنياتها التجارية، و المرتبة 17باتصالها القوي، و المرتبة 23 بكفاءتها اللوجستية.
وحسب التقرير دائما احتلت بلدان الشرق الوسط و آسيا الصدارة في تصنيف مراكز التجارة “الجيل الجديد”، حيث جاءت الإمارات العربية المتحدة في المركز الأول، تليها ماليزيا في المركز الثاني، وفيتنام في المركز الثالث، وتركيا في المركز الرابع، وإندونيسيا في المركز الخامس. تليهم على التوالي رومانيا، هنغاريا، تشيلي، بيرو، بولندا، الفلبين، بنغلاديش، كولومبيا، الهند، السعودية، تايلاند، المكسيك، كازاخستان، البرازيل، ويأتي المغرب في المركز العشرين. وبهذا، يأتي المغرب في المرتبة الأولى على مستوى إفريقيا.
ووفقًا لتقديرات فرانسواز هوانغ، كبيرة الاقتصاديين لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ والتجارة لدى اليانز تريد من المتوقع أن تزداد حصة هذه 25 من الاقتصادات في الصادرات العالمية بنسبة +1.6% خلال السنوات الخمس المقبلة، لتصل إلى 1.274 مليار دولار. وبينما تتطور هذه المراكز لتمثل ما يصل إلى 21.3% من إجمالي الصادرات العالمية بحلول عام 2029، ستحتاج أيضًا إلى استثمار 120 مليار دولار في البنية التحتية للموانئ للحفاظ على زخمها.
وأشار التقرير إلى أنه من خلال فحص مراكز التجارة “الجيل الجديد” والروابط الجيوسياسية والتجارية والاستثمارية العابرة للحدود بين اقتصادات كبرى أخرى من جهة، والولايات المتحدة والصين من جهة أخرى، قامت “أليانز تريد” بحساب مؤشرات المسافة الجيو-اقتصادية لكلا البلدين.
كما تُظهر هذه المؤشرات أن نطاق النفوذ الصيني يشمل عددًا أكبر من مراكز تجارة “الجيل الجديد” القادمة من العالم النامي، في حين أن الجزء الأكبر من الغربية الغربية يبقى أقرب إلى الولايات المتحدة.