عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط
في بحر الاسبوع الماضي، سجل المغرب حدثا أمنيا استباقيا، جنب بلادنا بفضل اليقظة الأمنية، مساوىء خطيرة وبحرا من الدماء كان معتنقو عقيدة الدم والإرهاب يخططون له، في اوكار الحقد والظلام.
العملية الأمنية التي قادها حارس أمن المملكة الذي لاينام، السيد عبد اللطيف الحموشي شخصيا، و التي أسفرت عن توقيف أفراد الخلية في وقت قياسي ومناسب. فبعد إجراء عمليات التفتيش تم اكتشاف مواد كيميائية لصنع المتفجرات، وأقنعة، وأسلحة بيضاء، وكذا أحزمة ناسفة، حيث كانت الخلية الإرهابية تخطط للقيام بعمليات انتحارية تستهدف شخصيات عمومية وعسكرية ومقرات المصالح الأمنية.
عملية التوقيف للخلية الإرهابية مكنت المكتب المركزي للأبحاث القضائية، بناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تفكيك خلايا إرهابية، إثر عمليات أمنية متزامنة في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس الماضي، وذلك بكل من مدن تمارة، تيفلت وطنجة، العمليات الأمنية، جرت بشكل متزامن وأسفرت عن اعتقال مجموعة من المشتبه بهم، وذلك بناء على معلومات أمنية دقيقة.
هذه العملية الأمنية كما ذكرنا عرفت الحضور اللافت والمميز للسيد عبد اللطيف الحموشي، مدير المديرية العامة للأمن الوطني، ومديرية مراقبة التراب الوطني، خلفت ارتياحا كبيرا، تحدث عن دلالاتها وأبعادها السيد عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، في الندوة الصحفية التي كشف خلالها التفاصيل الدقيقة عن عملية إيقاف أفراد الخلية الإرهابية المفككة.
وكشف الخيام، أنها ليست المرة الأولى التي يحضر فيها المدير لعمليات أمنية مماثلة، مشيرا إلى أن الحموشي يتابع أدق التفاصيل والخطوات المتعقلة بهذه التحركات الأمنية.
مشددا على أن حضور السيد الحموشي لهذه العملية يبين الأهمية التي يوليها لأمن المملكة والمواطنين، ومضيفا أن :”رجل من طينة السيد المدير كيخليك مستعد تقوم بأكثر من واجبك”.
هذه الشهادة التي تنضاف للمسار المهني المشرق الذي بوأ السيد الحموشي مكانة أمنية عالية أهلته للحصول على أوسمة استحقاق وشرف واعتراف وامتنان من دول أوروبية في مقدمتها اسبانيا وفرنسا، نظير الجهود التي قدمتها هذه القامة الأمنية المغربية لمحاربة الإرهاب عالميا.
حضور السيد عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، خلال تفكيك خلية إرهابية بتمارة، إشارة حسب العديد من المهتمين، تثبت بأن السلطات الأمنية على يقظة تامة، وعيونها لاتنام، حفاظا على سلامة وأمن الوطن. تتبع وترصد كل صغيرة وكبيرة، لكل أصحاب النوايا السيئة أن ما يقوم به هو أمر لا يمكن أن يسمح به من طرف كل من سولت لهم الخروج عن القانون.
فمنذ وصول السيد الحمدوشي على رأس المديرية العامة للأمن الوطني، ومديرية مراقبة التراب الوطني، بدا الجهاز الأمني المغربي قويا متماسكا بسبب الحضور الفعلي للسيد الحموشي الذي لا يكتفي باعطاء التعليمات بقدر ما يسعى إلى تتبع كل صغيرة وكبيرة في الميدان، لدعم جهود الدولة، من أجل استقرار البلاد والحفاظ على أمنها وسلامة مواطنيها، فحضوره، منح الفرق الأمنية فعالية أكبر وجاهزية مهمة لصد كل المخاطر التي تواجه المجتمع.
حضور السيد الحموشي في عملية تفكيك الخلية الإرهابية، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، بأن الحملات الأمنية التي يقوم بها جهاز الأمن، أصبحت لها جاهزية عالية للتربص بخلايا الشر، أكسبها تخصصا متفردا في التصدي للإرهاب ومقاومة خلاياه النائمة والمتحركة.
التراكم النوعي الحاصل في المجال الأمني المغربي، يؤشر على نجاح خطة السيد الحموشي في محاصرة أعداء الوطن، وتضييق الخناق عليهم، وهو تراكم أمني راكمه الرجل بفضل حنكته العالية، التي أدت إلى الإعجاب بالتجربة المغربية، في الداخل والخارج، لأن الحموشي نجح باقتدار كبير في تجفيف منابع الإرهاب وملاحقة الخلايا، بفضل مهنية وحنكة عمل الأجهزة الأمنية المغربية، التي تضم خيرة الكفاءات الوطنية الشابة.
بهذه العمليات الأمنية الاستباقية، تنجح يقظة الأجهزة الأمنية المغربية مرة أخرى ببسالة واقتدار في إفشال كل المخططات الإرهابية التي تحدق بمغربنا الحبيب. فهذا الإنجاز الأمني غير المسبوق، أظهر أن المجهودات التي قادها السيد الحموشي دعما لجهود الدولة في محاربة وباء كورونا، لم تثنه عن مواصلة قيادة حرب الدولة المغربية على الإرهاب، وأن عيون مصالحنا الأمنية الساهرة على أمن الوطن وسلامة المواطنين، مفتوحة ولا يغمض لها جفن، لترصد بكل احترافية التحركات الخطيرة للعناصر الإرهابية بالمملكة، لتحول مخططاتهم الإرهابية إلى فشل ذريع بفضل الحذر الأمني الذي تتمتع به هذه المصالح الأمنية ذات السمعة العالمية.
هذه المجهودات الأمنية لم تنبع من فراغ، فالسيد عبد اللطيف الحموشي، يوصف بعين المملكة التي لاتنام، صاحب شخصية قوية تجمع بين الصرامة والكفاءة، والنزاهة، والمهنية، فسطوع نجمه في الجهاز الأمني، لم يكن حظا ولم يأت بمحض الصدفة، حيث أن عددا من المسؤولين الذين رافقوه بمشواره المهني، أكدوا “على أنه شخص يجتهد في عمله ولا يؤمن بالتهاون أو الكسل، يعمل أكثر مما يتكلم، يسهر على ضمان أمن الدولة وآمان المواطنين بشكل متواصل، يجتهد في صمت وفي خفاء”.
وتبعا لذلك، يرى العديد من المراقبين أنه إذا كان المغرب استطاع تجنب ارتكاب أي جهادي لمجزرة في المملكة خلال السنوات الأخيرة، فجزء من الفضل يعود لعبداللطيف الحموشي الذي ينفذ التعليمات الملكية بجاهزية عالية. لكن تأثير الرجل وسمعته الأمنية لا تقتصر على ما يقوم به داخل المغرب، بل يتعداها إلى تلميع صورته بالخارج، بفضل السمعة العالية التي اكتسبها بفضل حنكة الأمن المغربي.
يكاد يجمع الخبراء الأوروبيون المتابعون لقضايا الإرهاب، أن أمن أوروبا مرتبط بالتعاون، المغربي الذي يقدمه هذا الأمني، مما دفع الحكومة الإسبانية إلى توشيح السيد الحموشي في أبريل 2015 واثنين من مساعديه بوسام الصليب الشرفي للاستحقاق الأمني، اعترافا بالمستوى العالي للتعاون بين جهازي الأمن في البلدين. بعد شهور قليلة من ذلك التوشيح، نفذ تنظيم داعش يوم 13 نونبر بباريس اعتداء إرهابيا أودى بحيوات 137 شخصا وجرح 415 آخرين. تدخل المغرب على إثرها، عبر الجهاز الأمني المغربي الذي يترأسه الحموشي، وهو تدخل كان حاسما في قيادة الأجهزة الأمنية الفرنسية إلى المكان الذي كان يختبئ فيه العقل المدبر للاعتداء، المغربي البلجيكي عبدالحميد أباعوض، الذي قتل بعد أسبوع من الاعتداء في منطقة سان دوني بباريس.
إن هذه العملية الأمنية الناجحة، تؤكد يقظة جهاز الحموشي، ومجهوداته لصد التهديدات الإرهابية المحدقة بالمملكة، وإصرار المتشبعين بالفكر المتطرف خاصة من بين أتباع “داعش” على تنفيذ عمليات إرهابية أسوة بفروع هذا التنظيم خارج معاقله بالساحة السورية و العراقية وخدمة لأجندته التخريبية. كما تؤكد أيضا وكما اسلفنا ذلك سابقا في مقالاتنا التحليلية، أن بلادنا تمتلك استراتجية أمنية على درجة عالية من اليقظة، للتصدي للمخططات الارهابية، وهي متكاملة ومحكمة، تستند على توجيهات الملك محمد السادس حفظه الله، الذي ما فتئ يؤكد على ضرورة تبني مقاربة شاملة ومندمجة تجمع بين الجانب الأمني والاجتماعي والاقتصادي، لهزم كل مخططات الإجرام والموت.
عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط: رئيس مجموعة رؤى فيزيون الإستراتيجية