أكد محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال، مساء أمس الثلاثاء ببني ملال، أن اليوم العالمي للمسرح يشكل عيدا لكل الإنسانية وانتصارا لقيم السلام والتسامح والجمال، ومناسبة للمسرحيين في بقاع العالم لإشاعة الفرح، والتضامن ضد الغلو والتطرف والإقصاء.
وأضاف الأعرج ، في كلمة له بمناسبة فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للمسرح بالمركز الثقافي ببني ملال، أن هذه المناسبة تعد أيضا فرصة للاحتفاء بنساء ورجال المسرح، ومؤازرتهم في مواجهة المصاعب والمخاوف، والوقوف على وضع المسرح والمسرحيين، واستحضار المنجزات، وما يتعين إدراكه في الآماد القريبة والبعيدة.
وأضاف الوزير، في هذه الكلمة التي تلاها نيابة عنه رئيس ديوانه أحمد سيبة ، أن وضعية المسرح والمسرحيين تدخل في صلب انشغالات الوزارة التي لم تدخر جهدا في تسخير إمكانيات ووسائل لتهيئ شروط فضلى للممارسة المسرحية بالمغرب، وكذا مواصلة العمل في جميع المناحي ذات الأولوية، وخاصة التكوين والبنيات التحتية ودعم الإبداع المسرحي إنتاجا وترويجا ، وتنظيم وتشجيع التظاهرات المسرحية وخدمة الوضع الاعتباري والاجتماعي للفنانين. وأضاف أن الوزارة أولت، في مجال التكوين، اهتماما لتجويد وتحسين نظام الدراسة بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي ، وكذا تخصيص دعم مادي ولوجستي، وخاصة الشروع في ورش بناء مقر جديد للمعهد يليق بهذه المؤسسة التي تساهم في تطعيم الوسط الفني بكفاءات شابة متخصصة وذات تحصيل عالي في مختلف تقنيات المسرح والتنشيط الثقافي.
وأبرز أن الوزارة تحرص على توسيع شبكة المحترفات وورشات التحسيس والتربية المسرحية وتعميمها في مجمل المدن المغربية، وتواصل إحداث وتعزيز خارطة المسارح والمراكز الثقافية المؤهلة لاحتضان العروض الفنية والفعاليات الثقافية، وخاصة منها المسرحية ، وإعطاء الأسبقية للمراكز النائية والمراكز شبه القروية ، وذلك تكريسا لمقاربة القرب، وتوخيا لتعميم الشأن الثقافي فرجة وممارسة.
وبخصوص دعم الإبداع والمبدعين، قال الأعرج إن الوزارة عمدت خلال هذه السنة على وضع صيغة جديدة للدعم الثقافي ، شملت قطاعات الكتاب والنشر والفنون التشكيلية والبصرية والموسيقى والغناء والفنون الكوريغرافية والاستعراضية والمهرجانات الثقافية والفنية ، مضيفا أن الوزارة تدعم مشاركات الفرق المسرحية في المحافل العربية والدولية، وتنظم عددا من المهرجانات والفعاليات المسرحية من أجل ترويج الأعمال المسرحية، وتقريب الجمهور من الانتاجات المسرحية الوطنية ودعم وتشجيع مجموعة من التظاهرات المسرحية التي تنظمها الجماعات الترابية وهيآت المجتمع المدني.
وأبرز أنه علاقة بالجوانب التنظيمية والاجتماعية ، تكرس الوزارة جهودا مستفيضة لأجرأة مقتضيات قانون الفنان والمهن الفنية، وذلك بدءا باستصدار نظام جديد لبطاقة الفنان يعمل على توسيع قاعدة المستفيدين ، وبالتالي توسيع قاعدة المنخرطين في التعاضدية الوطنية للفنانين ، مشيرا إلى أن الأيام المقبلة ستشهد استصدار نصوص تنظيمية أخرى لتفعيل قانون الفنان والمهن الفنية. وتشتغل الوزارة ، يضيف الوزير، على تقعيد مسالك اقتصادية وتمويلية متطورة واحترافية لتيسير إنتاج وترويج الإنتاجات الثقافية والفنية ودعم إحداث مقاولات فنية تساهم في خلق فرص الشغل وموارد للدخل لفائدة الفنانين والممارسين.
وبعد أن نوه بإنجازات نساء ورجال المسرح في المحافل الوطنية والعربية والدولية، شدد الأعرج على مواصلة الجهود وتدبر وسائل وإمكانات جديدة خدمة لنساء ورجال المسرح الجديرون بالمزيد من المكتسبات والإنجازات. وتكريسا لثقافة الاعتراف ، عرف الحفل ، الذي حضره حشد من الفنانين المعروفين وأطر الوزارة والمنتخبين وفعاليات محلية، تكريم كل من الفنانة فاطمة الناجي والفنان عبد الرحمن برادي، عرفانا بعطاءاتهما وخدماتهما طيلة عقود في الممارسة الفنية في مجالات المسرح والتلفزة والإذاعة، إلى جانب عرض مسرحية “صولو” لفرقة أكون للثقافات والفنون.