لاشك أن المغاربة تابعوا الحوار “المهزلة”الذي أجرته ثلاثة قنوات مغربية مجتمعة “القناة الأولى.القناة الثانية.وقناة ميدي1تيفي” في برنامج خاص . مع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني. وذلك بغرض محاولة وضع الرأي العام المغربي في حدود الصورة التقريبية لجائحة كورونا.والاعلان عن حقيقة حالات الإصابات. ومعرفة طبيعة الإجراءات والتدابير الاحترازية المتخذة لمواجهة هذا الوبئ العالمي الخطير .ومن ثمة طمأنة الرأي العام وتبديد مخاوفه اتجاه القادم من الايام بشأن جائحة كورونا.في ضوء الانتشار الرهيب لهذا الفيروس بعشرات الدول.بل الحوار بين قوسين كان سيكون كذلك فرصة لمعرفة ما مدى جدية و صرامة الحكومة في تعاطيها مع مافيا المواد الغذائية التي استغلت جهل بعض المواطنين بحقيقة ما يجري .ووضع الجائحة التي ضربت العباد والبلاد . وسارعت الى احتكار المواد الاستهلاكية والرفع الصاروخي في الاسعار .الى جانب العديد من القضايا التي تهم الشأن العام المغربي.لكن الذي حصل وكما تابع الرأي العام .فقد تحول اللقاء من محاورت رئيس الحكومة بخصوص ما ذكر .الى محاورة الآخير لصحافي القنوات المذكورة .في جو بئس من الارتباك والفوضى اقرب منه الى السريالية الاعلامية .فعوض أن يكون اللقاء محكوما بضوابط مهنية واحترافية عالية في تأطير الحوار .وضبط المحاور الكبرى والاستراتيجية التي يمكن أن تؤطر مرجعية مسار الحوار .مع الحرص المهني الشديد على توزيع المحاور والأسئلة المفترضة بين المحاورين “الصحافين”.الى جانب الالتزام بالحد الأدنى من المهنية .واللباق المفترضة في هكذا حوارات. تحول الحوار الصحفي الى شيئ آخر غير الذي كان ينتظره الرأي العام الوطني في ضوء “اللا حوار” .حيث الذي حصل لا يمكن تصنيفه البثة في خانة “الحوارات ” وبخاصة إذا كان من حجم حوارات رؤساء الحكومات. وفي قضايا مصيرية من صنف “جائحة كورونا”وما يرتبط بها من تداعيات خطيرة على كافة الأصعدة. فقد بدى الوضع ب”الحوار”المذكور وكأنه حلبة للاستئساد بين المفترض أنهم صحافين.على اعتبار ان هاجسهم الأكبر كان يتمثل في من يقود ويهيم ويستئسد بالأسئلة .ولو كانت غير ذي محتوى ولا تعكس حقيقة الوضع ولا حتى مألاته .مما جعل رئيس الحكومة في موقف لايحسد عليه أمام مراهقين اعلامين في صورة صحافين.مع احترامي الشديد لكل الزملاء . وقد نلتمس لهم الأعذار لسبب بسيط .يتمثل في كونهم كانوا سجناء حالة سيكولوجية مجسورة بضغط واكراهات المنبر الذي يمثله كل واحد منهم .وغير مستحضرين لما تفرضه قواعد المهنة وضوابط ميكانزمات الحوار الصحفي بمقاييسه الاحترافية العالية .الى ذلك أقول بكل تواضع لزملائي الكرام.هذه السطور مجرد عتاب وليس مؤاخذة .كما أنها بعيدة عن منطق اعطاء الدروس .او التقليل من كفأتهم المهنية .بل على النقيض من ذلك فالامر يتعلق باستنطاق أليات.وميكانزمات العمل الصحفي في جنس.”الحوارات” المتعارف عليه مهنيا في بلاط صاحبة الجلالة. و الله من وراء القصد.