الرباط-متابعة
على إثر الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحوز يوم الجمعة، تتهاطل موجة من الانتقادات اللاذعة تجاه تدبير الحكومة لهذه الكارثة.
منذ وقوع الفاجعة، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو ترصد حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة، وبالرغم من استجابة الحكومة من خلال توجيه موارد فرق الإغاثة والإسعاف إلى المناطق المتضررة، إلا أن انتقادات المغاربة للرؤية الحكومية لم تتوقف؛ إذ عبر المواطنون عن استيائهم الشديد من تأخر تحرك فرق الإنقاذ إلى الأماكن المنكوبة لتقديم المساعدة للأهالي في الوقت المناسب.
كما أعرب البعض عن امتعاضهم من نقص التخطيط الاستعجالي والاستعداد لمثل هذه الحوادث الكبيرة؛ الأمر الذي أسهم وفق تعبيرهم في تفاقم الأزمة وإزهاق عددٍ أكبرَ من الأرواح.
شملت الانتقادات أيضًا، نُقصَ المعدات اللوجستية، حيث تم تقديم تقارير عن عدم كفاية التدبير اللوجستي في توزيع المساعدات وتقديم الخدمات الأساسية للمتضررين.
بالإضافة إلى ذلك، جرَّ ما وُصفَ بضعف التواصل مع الرأي العام الوطني بغرض إحاطته بالوضع الرّاهنِ والإجراءات المتخذة سيلاً من الانتقادات على الحكومة؛ خاصة بعد أن اكتفى عزيز أخنوش ووزارئه ببعض المنشورات على حساباتهم الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، لتقديم العزاء لأسر الضحايا، بدلاً من التواجد في عين المكان وإظهارِ مشاركة فعلية في الميدان.
كما انتقد العديد من المغاربة، غياب المسؤولين الحكوميين في الساعات التي أعقبت الزلزال، خاصة بعد تداولِ أنباء عن فاجعة مرتقبة في أعداد الضحايا، إذ اعتبر كثيرون أنه كان من المفروض أن يخرج جميع الوزراء للإعلام؛ خاصة القطاعات المعنية بالصحة والتجهيز والنقل، من أجل إعطاء المعلومات والمعطيات الكافية عن الزلزال للمواطنين.
ويُرجح الكثير من المتتبعين للمشهد السياسي في المغرب، أن يتسبب هذا الزلزال في الرفع من منسوب عدم الثقة لدى المواطنين المغاربة في حكومة عزيز أخنوش، في الوقت الذي كان بإمكان سرعة الاستجابة أن تُعطي صورة إيجابية عن هذه الأخيرة.
في هذا السياق، التزمت الحكومة بتقديم كل الدعم للمتضررين من خلال إعمار المنطقة في أقرب الآجال، فيما تعهدت بدراسة الانتقادات الموجهة إليها للارتقاء بجهودها في التدبير لمثل هذه الأزمات في المستقبل.
ووفق أحدث حصيلة، صادرة عن وزارة الداخلية، فإن عن عدد ضحايا الزلزال، قد ارتفع من جديد بحيث وصل الرقم إلى 2497 قتيلاً و2476 مصاباً.
وأبدت العديد من الدول تضامنها مع المنكوبين، آخرها بريطانيا التي أعلنت أمس الأحد، أنها سترسل فرق بحث وإنقاذ إلى المغرب.
وقال مكتب الشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية البريطاني في بيان، إن 60 من خبراء البحث والإنقاذ البريطانيين، و4 من كلاب البحث ومعدات الإنقاذ سترسل إلى المملكة، وأضاف أن الفرق توجهت البارحة على متن طائرتين تابعتين للقوات الجوية الملكية.
وأضاف البيان أن وزير الخارجية البريطاني تحدث إلى نظيره المغربي، وستبقى لندن على تواصل وثيق مع السلطات المغربية.