24 ساعة-متابعة
انطلقت، اليوم الثلاثاء 17 يونيو الجاري بالجديدة، فعاليات أسبوع البيئة السادس عشر تحت شعار “الزراعة المستدامة: مساهمة التكنولوجيا الحديثة في اقتصاد الماء وزيادة الإنتاجية”، بتسليط الضوء على الحلول العلمية والتقنية والمجتمعية للتحديات المتزايدة المتعلقة بتدبير الموارد المائية في القطاع الفلاحي.
ويروم هذا الحدث، المنظم من طرف جمعية دكالة، تحت الرئاسة الشرفية للأميرة للا حسناء، إلى غاية 21 يونيو الجاري، رفع مستوى الوعي العام بالقضايا البيئية، مع تعزيز إجراءات ملموسة لتحقيق الاستدامة البيئية.
وفي كلمة بهذه المناسبة، أبرز رئيس جمعية دكالة، عبد الكريم بنشرقي، أن اختيار شعار هذه الدورة يعكس الالتزام بالمساهمة في الإجراءات المتخذة في سياق الاستراتيجية التي دعا إليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمواجهة الإجهاد المائي، الذي يؤثر على المغرب خلال السنوات الأخيرة، وخاصة في القطاع الفلاحي.
من جهته، أكد رئيس جامعة شعيب الدكالي، عز الدين عازم، على ضرورة التخلي عن الأساليب الفلاحية التقليدية، مضيفا أنه “لا يمكن للقطاع الفلاحي، وهو العمود الفقري للنظام الغذائي العالمي، أن يستمر بنفس الأدوات. إن تحديات المياه والمناخ تتطلب تحولا جذريا في رؤانا ومواردنا”.
وفي معرض وصفه للفلاحة المستدامة بأنها التزام علمي ومجتمعي، ذكر عازم بأركانها الأربعة: الحفاظ على الموارد الطبيعية، والتوازن بين الإنتاجية والنظم البيئية، واستخدام الابتكار، والأمن الغذائي. وفي هذا الإطار، أكد على أن التكنولوجيا الجديدة، لاسيما الري الذكي، ت شكل رافعة رئيسية لبلوغ هذه الأهداف.
من جانبه، سلط ممثل وزارة الفلاحة، محمود باديس، الضوء على تعقيدات الفلاحة المستدامة، مشيرا إلى أنها “تتعلق بالإنتاج لتلبية الاحتياجات الغذائية، مع ضمان الاستدامة الاقتصادية والبيئية”.
وأورد أنه إذا مكنت التكنولوجيا اليوم من الزراعة بدون تربة أو تحكم في المناخ في البيوت المغطاة، فإن عامل الماء يظل لا غنى عنه. “لا سبيل للإنتاج بدون ماء. إنه العامل الوحيد الذي لا يمكن تعويضه”.
من جهته، ميز مدير الأبحاث في المعهد الوطني للبحث الزراعي، رشيد مرابط، بين المرونة والاستدامة، موضح ا أن “المرونة استجابة قصيرة المدى، بينما الاستدامة رؤية طويلة المدى”. وأكد أن تراكم الممارسات المرنة يمكن أن يؤدي إلى نظام مستدام.
كما شدد مرابط على ضرورة الانتقال من نهج إدارة المخاطر إلى ثقافة الوقاية، لاسيما من خلال تقنيات الفضاء والطائرات المسيرة والأقمار الصناعية، وكذا الزراعات الوراثية الأكثر قدرة على تحمل التغيرات المناخية.
وسيعرف أسبوع البيئة تنظيم أنشطة ميدانية، بمشاركة المدارس والفلاحين والجمعيات والساكنة. وست نظ م حملة تحسيسية تستهدف المهنيين بالعالم القروي في المركب الثقافي عبد الحق القادري، بدعم من متخصصين في الفلاحة المستدامة.
وسيتم، بهذه المناسبة، تنظيم عمليات تنظيف وغرس وتزيين حضري بشاطئ الجديدة وفي عدة أحياء، لاسيما في سيدي الضاوي، حيث ست دعى الساكنة للمشاركة في الحفاظ على محيطها.