24 ساعة – متابعة
انطلقت مساء أمس الجمعة بطنجة، فعاليات الدورة ال22 للمهرجان الوطني للفيلم التي ينظمها المركز السينمائي المغربي تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، إلى غاية 24 شتنبر الجاري.
وتميز حفل افتتاح هذه الدورة التي تأتي بعد تأجيل لسنتين بسبب جائحة كوفيد 19، بتكريم خاص للراحل نور الدين الصايل في مسعى من المنظمين إلى الإشادة بالمسار غير المسبوق للراحل في خدمة وتطوير السينما الوطنية والإفريقية والدولية.
كما تميز الحفل بتكريم كل من المنتجة والمخرجة سعاد المريقي، والمخرج محمد عبد الرحمان التازي، فيما استعادت فقرة “في الذاكرة” عددا من الفنانين والمخرجين الذين وافتهم المنية ما بين سنتي 2020 و2022، ومن ضمنهم عبد العظيم الشناوي وسعد الله عزيز وثريا جبران وعزيز الفاضلي وحمادي عمور وأحمد بادوج، وغيرهم.
وقال وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد في كلمة بالمناسبة، إن هذا المهرجان يعد “حدثا فنيا متميزا يحظى بمواكبة إعلامية وثقافية على أعلى مستوى في تجسيد قوي للعناية المولوية السامية بشؤون الثقافة وترسيخ قيم الانفتاح لدى عموم المواطنات والمواطنين، تيمنا بالسياسة الحكيمة التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله”.
وشدد الوزير على السعي لأن تشكل هذه الدورة “فرصة مواتية لإبراز جودة الإنتاج السينمائي الوطني وثراء ثقافتنا الوطنية وانفتاحها على العالم وتشبثها بأصالتها وتاريخها المجيد”، مبرزا أن “الفن السابع هو الأكثر دمقرطة في العالم لما بملكه من قدرة هائلة على خلق الرابط الاجتماعي بين الأفراد”.
وجدد بنسعيد التأكيد على التزام الوزارة بتهيئة الظروف المواتية للنهوض بالصناعات السينمائية بالمملكة، عبر خلق اقتصاد ثقافي وازن وقادر على العطاء والمنافسة على الصعيد القاري ولم لا الدولي.
ولم يفت الوزير أن يستحضر في كلمته روح فقيد السينما المغربية، نور الدين الصايل، الذي تخصص له هذه الدورة تكريما خاصا، باعتباره “كان وسيظل أحد أبرز الوجوه في عالم السينما المغربية”.
من جهته، أكد رئيس مجلس جماعة طنجة، منير الليموري، أن الدورة ال22 للمهرجان الدولي للفيلم بطنجة تشكل مناسبة لبعث روح الحياة والأمل بعدما تأجلت لمدة سنتين بسبب جائحة كوفيد 19، مؤكدا أن مدينة طنجة ستواصل أداء رسالتها باعتبارها “ملتقى للثقافات والفنون والتعابير”، و”عاصمة سنوية للسينما الوطنية” بفضل احتضانها لهذه التظاهرة السينمائية الناجحة.
وشهد حفل الافتتاح تقديم أعضاء لجان تحكيم المسابقات الثلاث المبرمجة ضمن هذه الدورة، وهي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، والمسابقة الثانية للأفلام الروائية القصيرة، والمسابقة الثالثة للأفلام الوثائقية الطويلة.
وتضم لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الروائي الطويل، التي يرأسها خبير القطاع السمعي البصري، إدريس أنور، كلا من المخرج لحسن زينون، والكاتبة والشاعرة ثريا ماجدولين، والناقد السينمائي، محمد طروس، والإعلامي والناقد السينمائي، بلال مرميد، إضافة إلى الملحن والموسيقار بلعيد العكاف، والكاتبة بشرى بولويز.
أما لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير، التي تترأسها المخرجة ليلى التريكي، فتتكون من المخرجة غزلان اسيف، والصحافية إكرام زايد، والشاعر محمد عابد، ومصممة الأزياء بشرى بوماريج. وتضم لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الوثائقي الطويل التي يترأسها المخرج داوود اولاد السيد، كلا من المخرجة مريم آيت بلحسين، والباحث في مجال المخطوطات والوثائق التاريخية عبد الوهاب سيبويه.
وسيتم توزيع 19 جائزة موزعة على المسابقات الثلاث التي تعرف مشاركة الأفلام المنتجة منذ الدورة الأخيرة للمهرجان التي انعقدت خلال الفترة من 28 فبراير إلى 7 مارس 2020.
وتميز افتتاح الدورة أيضا بعرض فيلمين من أفلام المخرج محمد عبد الرحمان التازي وهما فيلم “سارق الفرجة” (1995) وفيلم “ابن السبيل” (1981) بعد ترميمه لأول مرة بالمملكة.
ويتضمن برنامج الدورة “سوق الفيلم” الذي سيوفر فضاء لمناقشة مواضيع التوزيع والاستغلال السينمائي في عصر الرقمنة والأشكال الجديدة للعرض والتوزيع، ولقاءات مهنية لمناقشة مواضيع تهم واقع السينما الوطنية وآفاق تطويرها، إلى جانب تقديم الحصيلة السينمائية لسنتي 2020 و2021، وأنشطة أخرى موازية.
وسيتم على هامش الدورة تنظيم الدورة الرابعة لأسبوع الفيلم الإيفواري بالمغرب، وذلك في إطار توطيد العلاقات بين المغرب وكوت ديفوار، وتفعيلا لمقتضيات اتفاق الإنتاج المشترك والتبادل السينمائي بين المركز والمكتب الوطني للسينما بكوت ديفوار الذي تم توقيعه في نونبر 2011.
ويعد المهرجان الوطني للفيلم تظاهرة سينمائية وطنية تكتسي طابعا فنيا وثقافيا وترويجيا تستهدف تعزيز تطوير السينما المغربية وتشجيع عمل المهنيين في القطاع وتوفير فضاء للقاء والتفاعل والتبادل.