إعداد-زينب لوطفي
الرياضيون المغاربة ليسوا مجرد أبطال في ميادينهم، بل هم رموز للعزيمة والإرادة التي تعكس قيم الانضباط، الصبر، والعمل الجاد.
في رمضان، حيث تتعزز الروح الإنسانية والتضامن، نلتقي مع هؤلاء الأبطال الذين استطاعوا أن يصبحوا قدوة للأجيال الجديدة، محققين إنجازات عظيمة على المستويين الوطني والدولي.
في كل حلقة من هذه السلسلة ستأخذنا رحلة عبر مسيرة أحد الرياضيين المغاربة، نستعرض خلالها أبرز محطات حياته المهنية والشخصية، وكيف تحدى الصعاب ليصل إلى القمة. إن قصصهم تحمل في طياتها دروسًا في القوة الداخلية والتفاني في العمل، مما يجعلها مصدر إلهام لكل متابع.
انضموا إلينا في هذه الرحلة الرمضانية المميزة عبر جريدة “24 ساعة” ، وتعرفوا على أبطال المغرب الذين رفعوا اسم بلدهم عاليًا في مختلف المحافل الرياضية.
الحلقة الثالثة
يُعد بادو الزاكي واحدًا من أبرز الشخصيات في تاريخ كرة القدم المغربية، سواء كلاعب تألق في حماية شباك “الوداد الرياضي وأسود الأطلس” أو كمدرب قاد العديد من الفرق إلى تحقيق نتائج مميزة. كما قاد المنتخب الوطني للوصول إلى نهائي كأس إفريقيا 2004، في نسخة لازالت محفورة في عقول الجماهير المغربية.
وُلد بادو الزاكي في 2 أبريل 1959 بمدينة سيدي قاسم، وانطلقت مسيرته الكروية في صفوف النادي القنيطري، حيث أظهر منذ بداياته قدرات هائلة في حراسة المرمى، ما أهله سريعًا للانتقال إلى أحد أكبر الأندية المغربية، نادي الوداد الرياضي. مع الفريق الأحمر، قدم الزاكي مستويات متميزة وساهم في تحقيق عدة ألقاب محلية، مما جعله يحظى باهتمام الأندية الأوروبية.
كانت ابرز المحطات الاحترافية لبادو الزاكي كلاعب مع نادي مايوركا الإسباني، الذي انضم إليه عام 1986 ليصبح أحد أعمدة الفريق في الليغا الإسبانية، تألقه اللافت جعله يحصل على جائزة أفضل حارس في الدوري الإسباني موسم 1986-1987، وهو إنجاز نادر بالنسبة لحارس إفريقي في تلك الفترة، وخلال مسيرته مع مايوركا، ساعد الفريق في الوصول إلى نهائي كأس ملك إسبانيا عام 1991، ليصبح من أساطير النادي الإسباني، الذي كرّمه لاحقًا تقديرًا لما قدمه للفريق.
يُعتبر الزاكي أحد أبرز حراس المرمى في تاريخ المنتخب المغربي، حيث شارك في عدة بطولات دولية، إلا أن اللحظة الأبرز في مسيرته الدولية كانت خلال كأس العالم 1986 في المكسيك، كان أحد الركائز الأساسية في تحقيق إنجاز تاريخي للكرة المغربية، حيث أصبح المنتخب أول فريق عربي وإفريقي يصل إلى دور الـ16 من المونديال، بفضل تصدياته الحاسمة، خاصة في دور المجموعات أمام إنجلترا والبرتغال. تمكن المغرب من كتابة اسمه بأحرف من ذهب في سجل الكرة العالمية.
كما شارك الزاكي في عدة نسخ من كأس أمم إفريقيا، وظل يمثل المنتخب الوطني حتى اعتزاله اللعب دوليًا عام 1992.
بعد اعتزاله، لم يبتعد بادو الزاكي عن كرة القدم، بل قرر خوض تجربة التدريب، حيث بدأ مسيرته مع مجموعة من الأندية المغربية مثل الوداد الرياضي، الفتح الرباطي وأولمبيك آسفي.
لكن الحدث الأبرز في مسيرته التدريبية كان تعيينه مدربًا للمنتخب المغربي في 2002، حيث قاد الأسود إلى نهائي كأس أمم إفريقيا 2004 بتونس، في إنجاز غير مسبوق منذ تتويج المغرب باللقب الإفريقي عام 1976.
تحت قيادته، قدم المنتخب أداءً مميزًا، وأطاح بمنتخبات قوية مثل الجزائر ومالي، قبل أن يخسر النهائي أمام تونس.
ورغم رحيله عن المنتخب بعد ذلك، عاد في 2014 ليقوده مجددًا، لكن فترته الثانية لم تدم طويلًا، لينتقل بعد ذلك إلى تدريب عدة أندية مغربية وجزائرية، كما خاض تجربة تدريبية في الدوري السعودي مع نادي الشباب.
يُعرف بادو الزاكي بشخصيته الصارمة وانضباطه الكبير، وهو ما جعله يحظى باحترام سواء كلاعب أو مدرب.