حدث في إحدى الدول العربية أن خرج مجموعة من اصحاب (الدكاكين) الحقوقية والإنسانية بعريضة يطالبون حكومة بلادهم؛ بإلغاء دعوة الزيارة التي وجهت للرئيس السوداني عمر البشير، بحجة أنه ارتكب جرائم حرب ضد شعبه، وهذا يعتبر انتهاكا للإنسانية؛برمتها وان البشير يجب أن يمثل أمام محكمة الجنايات الدولية ومحاكمته؛ على ما جنت يداه – إلى هذا الحد ،نرى أن مطلب اصحاب هذه “الدكاكين” منطقي جدا ولكن هذا ليس ما يكمن في جوهرهم ومضمونهم ويجعلنا نتيقن أن ما نراه ما هو إلا السراب الذي يحاولون أن يقنعونا بأنه عين الماء النابض في قلب الصحراء الحاقلة والحقيقة تقول أنه الذهاب نحو أتون الهاوية وان هؤلاء ما هم إلا موظفون لدى “أسيادهم” الذين يأمرونهم ويرعونهم كما ترعى الغنم ويساقون كما تساق البهائم بدليل؛ أن هذه الأصوات لن نسمع لها نبذة شفة وأصبحوا كالجثث النافقة حين تعلق الأمر بزيارة تسيبي؛ ليفني و سامي ترجمان والقائمة تطول ولسنا في حالة سرد الأسماء بقدر ما نحن أمام ازدواجية متناقضة؛ تثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن هذه الدكاكين وجدت لتنفيذ أجندة خاصة لصالح أنظمة وكيانات معروفة وان لم تكن تحمل عنوانا واضحا إلا أن مضمون وجوهر البرامج المعمول بها وعليها يعطي بالدليل القاطع أنها أجندة معادية؛ لا تبغى ولا تريد سوى تعزيز التفرقة وسكب مزيد من المواد القابلة للاشتعال في اواسط الحالة العربية والإسلامية وجعل التوتر والتشنج والاقتتال الداخلي هو سيد الموقف بين الأشقاء عربا ومسلمين ومن ثم بين كل المكون البشري الذي يعارض أو ينتقد أصحاب هذه الأجندة القذرة.
خبير إعلامي