الرباط-متابعة
وجه النائب البرلماني محمد عبا، عن الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، انتقادات لاذعة للحكومة، متهما إياها بـ”الإنكار الجماعي” للواقع المتأزم الذي تعيشه منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، على الرغم من كثرة الإصلاحات والبرامج التي لم تُحدث أي أثر فعلي أو دائم في المنظومة.
وقال عبا، خلال تعقيبه على عرض رئيس الحكومة عزيز أخنوش في جلسة الأسئلة الشهرية المخصصة للسياسة العامة، إن “الصورة الوردية التي تقدمها الحكومة، والمبنية على أرقام معزولة عن سياقها، تعكس في الواقع عجزا حقيقيا في تفعيل مقتضيات القانون الإطار 51.17 والرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم، التي ما زالت تراوح مكانها رغم تقارير وطنية تنبه إلى الوضع المقلق”.
وأشار إلى أن المنظومة التعليمية لا تزال تعاني من ضعف النجاعة، وتراجع الثقة في المدرسة العمومية. وغياب تكافؤ الفرص بين المتعلمين. بالإضافة إلى ضعف ارتباط المدرسة بمحيطها الاقتصادي والاجتماعي.
وفي ما يتعلق بملف التعليم الأولي، أكد النائب البرلماني أن هذا المستوى يُعتبر أساسيا لتحقيق تكافؤ الفرص والرفع من مؤشرات النجاح المدرسي. لكنه يعيش اختلالات كبيرة على مستوى التدبير، مبرزاً أن حوالي 90 في المائة من هذا القطاع تتحكم فيه ثلاث جمعيات فقط، في حين تتقاسم 240 جمعية أخرى النسبة المتبقية.
كما نبه عبا إلى الأوضاع الصعبة التي تعيشها حوالي 20 ألف مربية، خاصة في المناطق القروية. بسبب ما سماه بـ”عقود الإذعان” وانعدام الحد الأدنى من شروط العمل الكريم، متسائلًا: “عن أي تأهيل للمنظومة نتحدث إن كانت مربيات التعليم الأولي يعشن أوضاعاً مزرية؟”.
وختم مداخلته بدعوة الحكومة إلى اعتماد مقاربة واقعية وشاملة. تعيد الاعتبار للمدرسة العمومية وتضمن المساواة في الولوج إلى تعليم جيد لكل أطفال المغرب.