نشر بشراكة مع DW العربية
حذف موقع فيسبوك منشورات وإعلانات نشرتها حملة إعادة انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب لانتهاكها سياسة الموقع الخاصة بمكافحة الكراهية، بحسب ما أعلنت شركة فيسبوك اليوم الخميس (18 يونيو 2020). وكانت تلك الإعلانات تهاجم اليسار المتطرف وتُظهر مثلثاً أحمر اللون مقلوباً، ا وهو رمز استخدمه النازيون للإشارة إلى السجناء السياسيين في معسكرات الاعتقال.
وقال مدير قواعد الأمن السيبراني لدى فيسبوك ناتانييل غليشر رداً على أسئلة في الكونغرس الأميركي اليوم الخميس بشأن مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست كشف عن وجود مثل هذه الإعلانات، “نحن لا نسمح (بنشر) رموز تمثل منظمات بغيضة أو أيديولوجيات كراهية ما لم يكن ذلك لإدانتها”.
وبناء على صحيفة واشنطن بوست، التي قالت إنها نبهت فيسبوك إلى الخلفيات التاريخية لهذا الرمز، فإن المثلث الأحمر المقلوب جرى استخدامه لأول مرة في ثلاثينيات القرن الماضي من أجل تحديد الشيوعيين. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الرمز ظهر في كثير من المنشورات لفريق ترامب، وكذلك في إعلانات لترامب نفسه ونائبه مايك بنس، بحسب ما نقل موقع “شبيغل أونلاين” الألماني. وهو ما أكد عليه موقع “ميديا ماترز” الأمريكي في تغريدة قائلا إن فيسبوك سمح من قبل لحملة ترامب باستخدام هذا الرمز النازي 88 مرة.
وفي أحد النصوص المصاحبة لهذا الرمز تم التحذير من “حشود راديكالية يسارية خطيرة” ودعا إلى توقيع عريضة ضد حركة “أنتيفا” اليسارية المناهضة للفاشية. وكان ترامب قد ألقى باللوم مرارًا على “أنتيفا” في أعمال الشغب على هامش المظاهرات التي أعقبت وفاة الأمريكي الأفريقي جورج فلويد في عملية وحشية للشرطة مينيابوليس.وتقول وكالة الأنباء الفرنسية إنه لا توجد أدلة على أن ناشطي حركة أنتيفا كان لهم دور محوري في الاحتجاجات، وإنما تكرر الإعلان عن اعتقال متطرفين يمينيين مسلحين على هامش الاحتجاجات.
وقال جوناثان غرينبلات، الرئيس التنفيذي لرابطة مكافحة التشهير في تغريدة على تويتر اليوم الخميس “استخدم النازيون مثلثات حمراء لتحديد ضحاياهم السياسيين في معسكرات الاعتقال. استخدامها للهجوم على خصوم سياسيين مسيئ للغاية”.
وقال تيم مورتو المتحدث باسم حملة ترامب في رسالة بالبريد الإلكتروني “المثلث الأحمر المقلوب رمز استخدمته أنتيفا ولذلك أدرج في إعلان عن أنتيفا”.
ويأتي كل ذلك في وقت يواجه فيه الموقع الأزرق ضغوطا متزايدة بشأن مقاربته للتعامل مع الأخبار المضللة والمنشورات المثيرة، بما في ذلك تلك التي تعود للرئيس دونالد ترامب، وأيضا بعد الانتقادات التي لاحقته بغض الطرف عن التدخل الأجنبي في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.
وكان موقع فيسبوك قد أعلن أنه سيحظر إعلانات المؤسسات الإعلامية الرسمية الأجنبية خلال الانتخابات الأميركية، إضافة إلى السماح للمستخدمين بإخفاء جميع الإعلانات السياسية المدفوعة. وفي مقال في صحيفة “ديلي تلغراف”، اعترف نائب رئيس فيسبوك للشؤون الدولية نيك كليغ بتقصير الموقع خلال الانتخابات، كاشفا أن المحتوى المدعوم من روسيا وصل إلى نحو 126 مليون أميركي.وأضاف كليغ أن فيسبوك سوف “يحظر في الولايات المتحدة جميع الإعلانات من منظمات إعلامية رسمية من دول أخرى خلال فترة الانتخابات”.
وفي مقال منفصل في صحيفة “يو أس آيه توداي”، قال الرئيس التنفيذي لفيسبوك مارك زوكربيرغ إنه يريد أن يسخّر الانتشار الواسع لموقعه “من أجل الخير في انتخابات نوفمبر”. واعتبر زوكربيرغ أن تهديد الديموقراطية “حقيقي ومستمر، لكن أنظمتنا باتت أكثر جاهزية لذلك من أي وقت مضى”.
وأعلن فيسبوك إنشاء مركز معلومات جديد وضخم يحتوي على “معلومات رسمية، تشمل كيفية الاقتراع ومواعيده، بالإضافة إلى تفاصيل حول تسجيل الناخبين والتصويت بالبريد والتصويت المبكر”. ولفت زوكربيرغ الى أنه بالنسبة للمستخدمين الذين اتخذوا قرارهم “ويريدون فقط أن تنتهي الانتخابات”، فإن فيسبوك “يتيح لهم إيقاف مشاهدة الإعلانات السياسية”.
وسيبدأ طرح هذه الخاصية اعتبارا من 24 حزيران/يونيو، بحيث سيكون بامكان المستخدمين إيقاف الإعلانات السياسية والانتخابية والاجتماعية على حساباتهم.