أدى تفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع المأساة التي تعيش على وقعها الأقلية المسلمة “الروهينغيا” إلى انتشاروظهر وسم retract_prize_for_ung# (اسحبوا الجائزة من أونغ) على هذه المواقع، يطالب من خلاله مَن أطلقوه بسحب جائزة نوبل للسلام (1991) من الزعيمة البورمية أونغ سان سو تشي، التي امتنعت -إلى حد الآن- عن إدانة أعمال العنف والتقتيل التي يمارسها الجيش البورمي على المسلمين.
وفي هذا الإطار، وجّهت دول إسلامية آسيوية وشخصيات دولية انتقادات حادة لبورما، وتحديدا لرئيسة حكومتها، أونغ سان سو تشي، على خلفية أعمال العنف اللاإنسانية التي تتعرض لها أقلية “الروهينغيا”، بالتزامن مع إعلان الأمم المتحدة فرار عشرات الآلاف منهم إلى بنغلادش.
ودعا مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي إلى سحب الجائزة المرموقة من الزعيمة البورمية، التي حصلت عليها بسبب نضالها الطويل ضد الديكتاتورية العسكرية في بلادها، والتي كانت قد تعرضت خلاله للسجن والإقامة الجبرية. لكنّ الوضع تغيّر حاليا، بعدما صمتت “المناضلة” عن عمليات الحرق الجماعي والاغتصاب والقتل والتهجير الممارَسة ضدّ “الروهينغيا”؛ لتجد أونغ سان سو تشي نفسها متهمةً بـ”المشاركة في عمليات التطهير العرقي ضد المسلمين الروهينغيا”، بل إن البعض اتهموها بـ”الوقوف وراء هذه العمليات”.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن هناك من وصفوها بـ”الإرهابية والمجرمة”، في حين قارنها آخرون بـ”مجرمين” آخرين سبق لهم الفوز بهذه الجائزة، مثل مناحيم بيغن وشمعون بيريز، فيما دعا آخرون -ساخرين- إلى منح الجائزة لـ”مجرمين” آخرين، مثل الرئيس السوري بشار الأسد، المتهم بارتكاب جرائم حرب في بلاده.
وقد تفاعل عشرات الآلاف مع هذا الوسم على موقعي “تويتر” و”فيسبوك”، كما نشر آخرون دعواتهم، عبر وسوم أخرى، مثل #جائزة_نوبل_للسلام و#stop_killing_rohingya_muslim و#الروهينغا.
وفي سياق التفاعل الدولي مع قضية مسلمي ميانمار، طالبت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) لجنة جائزة “نوبل” بسحب جائزتها للسلام فوراً من رئيسة الوزراء. وقالت المنظمة في بيان عمّمته أول أمس الاثنين، إن “ما تقوم به سلطات ميانمار من جرائم بشعة ضد أقلية الروهينغا المسلمة، بمعرفة رئيسة وزرائها وتأييدها، عملٌ يتناقض مع أهداف جائزة نوبل ومع القانون الدولي وحقوق الإنسان”.
وقال عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام لـ”إيسيسكو”، إن رئيسة وزراء ميانمار فقدت بذلك الأهلية للجائزة، لأنّ ما تقوم به سلطات بلدها من جرائم بشعة ضد أقلية الروهينغيا المسلمة، بمعرفتها وتأييدها، عملٌ يتناقض مع أهداف الجائزة ومع القانون الدولي وحقوق الإنسان.
ودعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة المجتمعَ الدولي إلى التدخل العاجل لوقف هذه المجازر والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في ميانمار.