24 ساعة – متابعة
يبدو أن الحركة التصحيحية التي أعلن عدد من المنتمين لحزب التجمع الأحرار عن تأسيسها، منذ حوالي أسبوع، بدأت تخلق لها مكانا بين صفوف حزب اخنوش، بعد التحاق عدد من القيادات و الأسماء التي كانت محسوبة لوقت قريبK على الدائرة الضيقة لزعيم الحزب عزيز أخنوش، وبعد بيانها و كذلك تصريحات القياديين داخل الحركة وعلى رأسهم عبد الرحيم بوعيدة الذي وجه رسالة قوية لأخنوش من أجل تصحيح مسارالحزب والنأي به عن منطق المقاولة الذي اصبح يحكمه منذ تولي اخنوش قيادته، بدأت تصريحات مضادة ومناوشات على صفحات الفايسبوك. ومن أجل توضيح ظروف و دوافع تأسيس الحركة وكذلك مطالبها، “24ساعة” حاورت بشرى الحياني القيادية بالحركة التصحيحية، و المنتمية لحزب عصمان بجهة مراكش-اسفي.
* كيف جاء قرار تأسيس الحركة التصحيحية ؟
– الحركة التصحيحية ليست قرارا، بل هي نتيجة لمجموعة من الممارسات التعسفية التي لا علاقة لها بالميثاق المذهبي لحزب التجمع الوطني للأحرار. ممارسات تضرب عرض الحائط كل ما تحقق من مكتسبات ديمقراطية على مستوى الدستور و القوانين المؤطرة للعمل الحزبي.
* لابد من وجود سبب مباشر او القشة التي كسرت ظهر البيت الداخلي ؟
– هي مجموعة من الأسباب و الأفعال تكررت بشكل متتالي في الزمان و المكان بما يوحي أن الأمر ممنهج و مقصود، و كانت نتيجتها تكثل مجموعة من المناضلين الغيورين على مبادئ الحزب و تاريخه السياسي من مختلف جهات المملكة في إطار حركة تصحيحية من داخل الحزب و ليس من خارجه و في احترام تام للمقتضيات القانونية، للمطالبة بتصحيح مسار الحزب قبل فوات الأوان و قد أصدرت الحركة بيانا للرأي العام تحدد فيه أسباب نشأة حركة تصحيحية داخل حزب التجمع الوطني للأحرار و مطالبها.
* هل صحيح ما يروج بخصوص تحكم بايتاس في الحزب و تسييره بعقلية المقاولة ؟
– الأستاذ بايتاس نحترمه لشخصه، و نحن في الحركة ضد الشخصنة و الشيطنة و نحترم الجميع، و لكن ذلك لا يمنع من ربط تقلد المسؤولية بالمحاسبة كما تنص عليه قوانين الحزب.
النظام الاساسي للحزب ينص في عدة مواد على طريقة إدارة الحزب و هياكله لكن للأسف لم يتم تنزيلها بالطريقة الصحيحة مما أدى إلى الالتفاف عليها دون احترام الديمقراطية الداخلية و العمل بدل ذلك بمنطق المقاولة و إقرار سلسلة من التعيينات الفوقية دون استشارة القاعدة، و هذا أفقد الحزب عددا كبيرا من المناضلين منهم منتخبون و كفاءات شبابية و نسائية.
* تطالبون بعقد مؤتمر استثنائي. ماذا لو عقد و صعدت نفس القيادة ؟
كما قلت سابقا نحن مناضلون نؤمن بالديمقراطية و بالعمل من داخل المؤسسات و لذلك وجهنا دعوة عن قصد لانعقاد المجلس الوطني الذي لم ينعقد في دورته العادية منذ يناير 2019 لأسباب مجهولة و الحمد لله تم بفضل الحركة إحياءه و دعوته للانعقاد مطلع اكتوبر المقبل.. و طالبنا عبر بيان الحركة بانعقاد مؤتمر وطني استثنائي للنظر في عدة أمور تنظيمية و منها انتخاب رئيس للحزب، فولاية الرئيس أخنوش تنتهي نهاية اكتوبر 2020 بعد انتهاء الولاية المحددة قانونا في أربع سنوات. و نذكر هنا أن المؤتمر الوطني العادي بمدينة الجديدة لم يعد انتخاب أخنوش !! لذلك فالأخوات و الإخوة داخل الحركة يطالبون بتجديد انتخاب هياكل الحزب و الدعوة الى عقد مؤتمرات إقليمية لانتخاب منتدبين للهيئات الوطنية بطريقة ديمقراطية تحترم النظامين الأساسي و الداخلي للحزب.
* كيف تعامل أخنوش مع الأمر ؟
– أظن أن السيد الرئيس أخذ علما بالحركة التصحيحية و بمطالبها، و ندعوه إلى تحمل مسؤولياته و اتخاذ قرارات تخدم المصلحة العليا للحزب فهو المسؤول الأول عن التنظيم و قد منحه النظام الاساسي عدة آليات لردع الصدع داخل هياكل الحزب و لم شمل جميع المناضلين تحت سقف حزب يتسع للجميع و يجعلهم يخدمون مشروع الحزب و أهذافه بدل خدمة مؤسسات لا علاقة لها بالحزب.
* ما هو رد فعل القيادة ؟
– ماذا تقصد بالقيادة ؟
جل القيادات الوطنية و الجهوية التاريخية للحزب مع الحركة و متعاطفة معها و متفقة مع جميع مطالبها. و قد انظمت مؤخرا الى الحركة قيادات تنتمي الى مختلف الهياكل الوطنية للحزب و منتخبون إضافة الى المئات من المناضلين الذين ضاقت بهم السبل و أصبحت الحركة ملاذهم لإنقاذ الحزب قبل فوات الاوان.
* نحن على أبواب الانتخابات و هناك من يفسر قيام حركة تصحيحية بالضربة الداخلية للحزب و التي ستضره في الاستحقاقات المقبلة ؟ كيف تردون على هذا الطرح ؟
– فعلا نحن على أبواب الانتخابات، و هناك من يفسر قيام حركة تصحيحية بما تفضلتم به و يدعي أن لأعضائها أطماع انتخابية أو انهم يبحثون عن التموقع و التزكيات.. هذه حجج يقدمها من يحاربون الحركة و يحاولون شيطنتها و هي اتهامات واهية لا أساس لها من الصحة. على من يطلقون هذه الشائعات ان يدركوا أن ما يميز هاته الحركة التصحيحية عن سابقاتها أنها نابعة من القاعدة و ليس العكس، فلا يوجد زعيم يتخد القرارات و يتبعه الجميع بل بالعكس الحركة عفوية و تؤمن بالديمقراطية و المقاربة التشاركية و هي متواجدة على مستوى جميع الاقاليم و الجهات و بينها تنسيق على المستوى الوطني.
الهدف الاساسي للحركة التصحيحية داخل التجمع هو تصحيح مسار الحزب قبل فوات الأوان و تجميع كل الطاقات لخدمة أهداف الحزب و مشروعه السياسي و المجتمعي بغية تحقيق نتائج مشرفة في الاستحقاقات القادمة. و على من ينكر جملة و تفصيلا ما جاء في بيان الحركة التصحيحية ان يعود الى رشده قبل فوات الاوان فلا يمكن تغطية الشمس بالغربال. القاعدة الحزبية هي الاساس في العمل السياسي و لا يمكن لأي حزب ان يحصد نتائج ايجابية في الانتخابات اذا كان بعيدا عن المواطن و همومه.
* ما هو تقييمكم لمرحلة أخنوش ؟
ولاية الرئيس أخنوش لها ما لها و عليها ما عليها. تولى الاخ اخنوش المسؤولية في المؤتمر الاستثنائي ببوزنيقة منذ اربع سنوات شهر اكتوبر 2016 في ظروف استثنائية بعد نتائج الانتخابات التشريعية و استقالة الرئيس مزوار على إثرها. و قد قام بتقديم تصور لإعادة هيكلة الحزب و خلق دينامية لم يشهدها الحزب سابقا لبى فيه جميع مطالب المناضلين بخلق منظمات موازية و هو ما أحدث هزة في المشهد السياسي المغربي و أربك حسابات الفرقاء السياسيين.. البداية كانت جيدة لمشروع على الورق لكن من تكلف بتنزيله على ارض الواقع تبنى منطق المقاولة و الديكتاتورية في اتخاذ القرار و نسي أن لحزب التجمع الوطني للأحرار تاريخ و مناضلين و ان الحزب هو ملك لجميع المغاربة و يشتغل وفقا للدستور و قانون الاحزاب السياسية.