وجدة-إدريس العولة
كثر الحديث خلال الآونة الأخيرة، عن مجسم برج “إيفل” الشهير الذي تم نصبه بأحد المنتزهات السياحية بمدينة تاوريرت شرق المغرب، وأثار هذا المجسم ردود أفعال متباينة لدى الرأي العام المحلي والوطني بين مؤيد ومعارض لإقامة هذا المجسم، ولا سيما في الظرفية الحالية التي تشهد فيها العلاقة الفرنسية المغربية توترا شديدا، ساهمت الزلازل الأخيرة التي ضربت منطقة الحوز ليلة الجمعة 8 شتنبر الجاري، في تعقيد الأمور أكثر، بعد قرار المغرب القاضي برفض دخول المساعدات الفرنسية إلى المناطق المتضررة.
إن هذا البرج الصغير الذي ظهر مؤخرا بمدينة تاوريرت، لم يكن حديث العهد، ولم يظهر للوجود خلال نهاية الأسبوع كما يعتقد غالبية المواطنين، بل ظل مختفيا عن الأنظار بأحد الضيعات الفلاحية التي توجد بضواحي مدينة فاس تعود ملكيتها للعمدة السابق ” حميد شباط” لأزيد من 11 سنة.
برج أراد ” حميد شباط” أن يستغله لأغراض إنتخابية وسياسية، حيث تم نصبه بحي بنسودة بمدينة فاس ، أحد أكبر الأحياء الشعبية بالعاصمة العلمية سنة 2012، وكلف ميزانية الجماعة مبالغ مالية ضخمة لم يتم الإفصاح عنها إلى حدود اللحظة من قبل مجلس المدينة، والغريب في الأمر أن البرج تم وضعه بطريقة عشوائية دون الاعتماد على أية دراسة تقنية، بل لم يكلف المجلس نفسه عناء استشارة السلطات المحلية.
وفي الوقت الذي كان ” حميد شباط” ومن معه بمجلس مدينة فاس يفتخرون بإنجازهم الكبير، حصل ما لم يكن في الحسبان، لما أمر جلالة الملك محمد السادس، بهدم هذا المجسم لكونه شوه معالم العاصمة العلمية للمملكة، وخاصة أن مجلس المدينة لم يعتمد على أية دراسة تقنية لإنجاز هذا البرج ولم يقم باستشارة باقي الأطراف المعنية، لتتبخر أحلام ” حميد شباط” الذي سبق له أن وعد ساكنة مدينة فاس بإنجاز بحر اصطناعي وغيرها من الأحلام التي كانت تدور في مخيلة الرجل.
ولما تناهى إلى علم “شباط” أن الملك غاضب على برجه، سارع إلى تفكيكه والتخلص منه داخل ضيعة فلاحية بضواحي مدينة فاس تعود في ملكيته، نسيت ساكنة مدينة فاس شأن برج “إيفل” كما نسيت شأن البحر الإصطناعي، لكن شاءت الأقدار أن يعود هذا المجسم الحديدي إلى الواجهة بعد ما قطع مسافة حوالي 300 كيلومتر من أجل أن يحط الرحال بمدينة تاوريرت، وهذه المرة ليس لأغراض سياسية بل لأهداف تجارية صرفة.
تلكم حكاية ” برج فاس تاوريرت”