24ساعة-الرباط
ساد حال ترقب في أوساط أسر المغاربة المعتقلين بالسجون العراقية، بعدما سافر العديد من الشباب والنساء مغاربة إلى العراق وانخرطوا في صفوف التنظيمات الإرهابية، ولقي أكثر من 700 منهم حتفهم في ساحات القتال، فيما اعتقل المئات أثناء محاولات الهروب، أو مشاركتهم في عمليات إرهابية.
في هذا السياق بدأ وزير العدل عبد اللطيف وهبي، رفقة وفد من القضاة والمستشارين، اليوم الخميس، مباحثات في العاصمة العراقية بغداد تهدف إلى توقيع اتفاقية قضائية بين البلدين تمهد لإعادة المغاربة “الدواعش المعتقلين” في العراق، كما سيتم بحث “مجمل روابط التعاون بين العراق والمغرب ومجريات التحضير لاستضافة بغداد جلسات الدورة الـ39 لوزراء العدل العرب أواخر العام الحالي”.
ومن المرتقب أن يعقد وهبي في وقت لاحق الخميس محادثات مع نظيره العراقي خالد شواني ستتركز على العلاقات القضائية بين البلدين وتوقيع اتفاقية قضائية تمهد الطريق لتسلم المغرب عدداً من مغاربة تنظيم “داعش” المعتقلين لدى السلطات العراقية إضافة إلى العالقين من النساء والأطفال.
عائلات العالقين في العراق وسوريا تطالب باعادتهم
نظمت عائلات المغاربة المعتقلين في سوريا والعراق، العديد من الوقفات الاحتجاجية أمام مقر وزارة الخارجية بالرباط، للتنبيه إلى أوضاعهم الصعبة والمطالبة بإعادتهم إلى بلادهم
وناشدت “تنسيقية عائلات المغاربة العالقين والمعتقلين بسوريا والعراق” السلطات المغربية، لإعادة المواطنين المسجونين في العراق، في أعقاب افتتاح سفارة الرباط لدى بغداد بعد سنوات من الإغلاق، وإعلان البلدين تعزيز تنسيقهما وتعاونهما الأمني.
وتعتقل السلطات في سوريا والعراق والمناطق التي تسيطر عليها “قسد” الكوردية، الآلاف من المنتمين لتنظيم داعش الإرهابي وعائلاتهم من جنسيات مختلفة ومن ضمنهم مغاربة
المشاركون في الوقفة أكدوا أن أبناؤهم تم التغرير بهم فسافروا إلى تلك البؤر المتوترة دون وعي بمخاطر الخطوة التي قاموا بها، كما أن “الجهات التي غررت بهم صورت لهم الأمر كأنه طريق يقربهم من الجنة”.
اتفاق مغربي عراقي على تسليم المغاربة المعتقلين في بغداد
سنة 2022 مارس عقد بين وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي، مع نظيره العراقي سالار عبد الستار محمد حسين اجتماع، تطرق لوضعية عدد من المغاربة المعتقلين في العراق من الذين توبعوا على خلفية اتهامهم بالتورط في قضايا لها علاقة بالإرهاب”.
وأوضح أن “وهبي اتفق مع نظيره العراقي على حل هذا الملف بتسليم هؤلاء المعتقلين إلى المغرب، لكن الأمر في حاجة إلى إطار قانوني سيتم إعداده قريبا”، مشيرا إلى أنه سيتم توقيع اتفاقية تسمح بتسليم هؤلاء المعتقلين وغيرهم إلى المغرب.
أرقام وإحصاءات
يبلغ عدد الأطفال المغاربة مع أمهاتهم في العراق وسوريا نحو 276، و28 أطفال يتامى، و7 أطفال في تركيا، و52 مختفيا، و98 عالقة في سوريا، و7 معتقلين في العراق، إضافة إلى 3 معتقلين في تركيا، حسب بيانات رسمية للتنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق.
العديد من الشباب والنساء يقولون إنه جرى التغرير بهم واستدراجهم لساحات القتال هناك. كما ذكرت إحدى الفتيات أفادت شهادة شقيقة إحدى الفتيات المعتقلات لـ”التنسيقية” بأن شقيقتها سافرت برفقة زوجها إلى تركيا في أواخر سنة 2015، لقضاء شهر العسل، واكتشفت أن زوجها اصطحبها عبر تركيا إلى العراق، ووقعت فيما بعد في يد قوات البيشمركة بعد مقتل زوجها ومحاولتها الهروب، وصدر بحقها حكم بالسجن المؤبد.