24ساعة-الرباط
بعد الأداء المبهر الذي حققه أسود الأطلس، والقفزة الكبيرة الذي عرفتها الكرة المغربية، أنجزت القناة الفرنسية “تيلي فوت” فيلما قصيرا وذلك بعد الإنجاز التاريخي للأسود في مونديال قطر باحتلالهم المركز الرابع عالميا.
وجاءت مدة الفيلم الذي عنونته القناة بالنهضة والوجه الجديد للمغرب مع وليد الركراكي ورومان سايس، 18 دقيقة حيت تضمن تصريحات للركراكي وسايس وبوفال إلى جانب آراء بعض المتابعين.
وعلى خلفية هذا الإنجاز، أبدى الإطار الوطني وليد الركراكي سعادته بأن فريقه أصبح مثالا يحتذى به بالنسبة للمنتخبات العربية والأفريقية، مشيرا إلى أن المنتخب المغرب أظهر نجاح الكرة الأفريقية، وساهم في تبخر الفوارق بين الكرتين الأوروبية والأفريقية.
وأعرب الركراكي عن أمله في أن يمنح المركز الرابع، الذي حصل عليه الفريق في المونديال، الأمل للشباب في أفريقيا كلها، وقال: “بالنسبة لي، كرة القدم تجعلك تحلم. ساعدنا الكثير من الأطفال حول العالم على الحلم. إنه شيء لا يقدر بثمن. هذا يعني أكثر من الفوز بكأس العالم”.
وأكّد الركراكي أنّه “سعيد جداً. نتقدم بمواهبنا. وعلى الرغم من الإصابات التي حدثت، فإننا تمسكنا وخلقنا هذه الروح الجماعية من أجل الشعب المغربي، وكذلك أفريقيا عادت الى الساحة لتتجاوز سقف التوقعات”.
وأضاف: “من الصعب بالنسبة إلى مدربين مثلنا يدربون في أفريقيا (أن يحققوا مثل هذه الإنجازات). كانت هناك شكوك بشأننا، ونحن سعداء من أجل المغرب .أشكر كل الجماهير والطاقم الفني والاتحاد المغربي لكرة القدم”.
بدوره تحدث رومان سايس، قائد المنتخب الوطني المغربي، عن الإنجاز التاريخي الذي حققه “أسود الأطلس” في كأس العالم “قطر 2022″، وعن إفتخاره كونه كان مساهما فيه.
وقال سايس في تصريح تلفزي: “من الجيد ندرك أننا قمنا بشيء استثنائي. وصلنا لنصف نهائي كأس العالم، وهذا كان منتظر منذ مدة، ليس فقط للمغرب بل أيضا لأفريقيا، عند عودتنا لمنازلنا أدركنا ما قمنا به، وهذا فخر بالنسبة لنا وسيعطينا حافزا أكبر في باقي الاستحقاقات”
وأضاف: “تابعنا في قطر أن الكل أعجب بالجماهير المغربية ونحن اللاعبين أيضا. أما عند قدومنا للمغرب كان شيء مختلف أيضا، شاهدنا كل المغاربة والأطفال والآباء والأجداد، وهذا أمر استثنائي حقًا”.
وتابع: “كنا نأمل أن نصل إلى أبعد حد في المنافسة. كنا كالعائلة داخل المجموعة وهذا ما أعطى قيمة كبيرة وجعلنا نستمر في المنافسة إلى نصف النهائي، والمهم أيضا تم اكتشاف لاعبين بمستوى كبير”.
وأردف سايس: “هذا الإنجاز ليس عمل اللاعبين فقط بل حتى الطاقم. قمنا بعمل جماعي ولا يقتصر الأمر على الدفاع فحسب، بل في كل مرة يتواجد فيها 11 لاعبًا في الملعب طوال 90 دقيقة. الجميع يعطي ويقدم كل ما لديه وخصوصا عندما يكون لديك حراس مرمى في المستوى”.
وواصل: “بعد كأس العالم أدركنا أنه يجب أن تكون بداية شيء ما وما قمنا به سيبقى محفوراً. حاليا سنعمل من أجل كرة القدم المغربية أولاً والأفريقية أيضا لتمثيلها أحسن، ويجب أن نحافظ على عقلية الفوز والظفر بالألقاب للمغرب من أجل الشعب المغربي وعائلتنا”.
واختتم قائد المنتخب المغربي: “تواجد العائلات كان فكرة رائعة وأعتقد أن القيم الإنسانية تحتفل بالانتصارات مع العائلة. بعد كل مباراة كانت الأمور مغاير، وأيضا الكثير من الناس وجدوا أنفسهم معنا. من المهم أن نظهر في المسابقة بهذه الصورة بتواجد الأطفال والأحفاد والأخوة، ما أعطنا حافزا كبيرا في المباريات”
وحقق “أسود الأطلس” في مونديال قطر ما لم يسبقهم فيه أي جيل كروي آخر في إفريقيا والعالم العربي، إذ تمكنوا من المنافسة بندية غير مسبوقة ومقارعة القوى الكروية العظمى، بل والتأهل للمربع الذهبي.
وبدأ المنتخب المغربي لكرة القدم مشواره في المونديال بثقة وحذر، عندما تعادل سلبياً مع كرواتيا وصيفة نسخة 2018 من البطولة العالمية، قبل أن يحقق سلسلة من الانتصارات المذهلة على بلجيكا وكندا ثم إسبانيا والبرتغال.
وقد برهن المغرب أن الكرة العربية والإفريقية قادرة على إعادة خلط أوراق التراتبية العالمية للساحرة المستديرة وبمدرب محلي اسمه وليد الركراكي، الذي نجح في زرع ذهنية الفوز والروح القتالية في نفوس لاعبيه متجاوزا مشاعر الدونية الكلاسيكية تجاه الكرة الأوروبية.