24 ساعة-أسماء خيندوف
في تطور جديد يعيد فتح ملف أثار جدلا واسعا قبل أكثر من عقد، حصل عبد القادر بلعيرج، المدان سابقا في قضايا الإرهاب، على جواز سفر بلجيكي بعد أسابيع من الإفراج عنه من أحد السجون المغربية بموجب عفو ملكي بمناسبة عيد الفطر.
بلعيرج، البالغ من العمر 67 عاما والحامل للجنسيتين المغربية والبلجيكية، غادر سجن الوداية بمراكش في نهاية شهر مارس، بعدما شمله عفو ملكي، رفقة 32 آخرين مدانين في قضايا التطرف والإرهاب.
وأكدت وزيرة العدل البلجيكية، أنيليس فيرليندن، يوم الثلاثاء أمام لجنة العدل في البرلمان، أن بلعيرج تواصل مع السفارة البلجيكية بالرباط فور الإفراج عنه، وتم إصدار جواز سفر له باعتباره مواطنا بلجيكيا وله أقارب في البلاد.
وأثار التحرك تساؤلات داخل الأوساط السياسية البلجيكية، حيث عبّر النائب ألكسندر فان هوك، المنتمي لحزب “فلامس بيلانغ” اليميني، عن قلقه قائلا إن هناك “مؤشرات قوية على نية بلعيرج العودة إلى بلجيكا”، مشددا على أن “منحه جواز سفر بعد إدانته في قضايا خطيرة يرسل رسالة مشوشة لضحايا الإرهاب”.
ورغم عدم تأكيد نية بلعيرج العودة إلى الأراضي البلجيكية، أوضحت الوزيرة فيرليندن أن أجهزة الأمن في البلاد، بما فيها جهاز أمن الدولة، على علم بالوضع، وتجري تقييما للإجراءات الممكن اتخاذها، مشيرة إلى أن أي تنسيق محتمل سيتم مع السلطات المغربية.
ويذكر أن بلعيرج كان قد أدين سنة 2010 بتهم تتعلق بتكوين شبكة إرهابية والتخطيط لعمليات مسلحة داخل وخارج المغرب، إلى جانب جرائم مالية وتهريب أسلحة. وتم تخفيف الحكم الصادر ضده من السجن المؤبد إلى 25 سنة في عام 2022، قبل أن يشمله العفو الملكي.
وكانت قضية بلعيرج قد تفجرت سنة 2008 بعد إعلان وزير الداخلية المغربي آنذاك، شكيب بنموسى، عن تفكيك خلية وصفت بأنها من “أخطر الشبكات الإرهابية”، وقد تمت حينها محاكمة 35 شخصا.