24 ساعة-متابعة
جددت الجزائر موقفها الرافض لأي حلول للنزاع حول الصحراء المغربية، وذلك عقب تجديد الولايات المتحدة الأمريكية لتأكيد اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه، وهو الموقف الذي تعتبره واشنطن حلا واقعيا للنزاع.
في هذا السياق، سارعت الجزائر بإصدار بلاغ رسمي صادر عن وزارة شؤون خارجيتها، يعكس رفضها القاطع لهذا الموقف ويؤكد على ثوابتها تجاه القضية.
وتناولت الجزائر موقف تجديد الاعتراف بمغربية الصحراء، بتحفظ شديد، مؤكدة أنه “يتنافى” مع موقفها الثابت من القضية الصحراوية، والذي تعتبره “قضية تصفية استعمار لم يستكمل ويحق لشعب الصحراء تقرير المصير لم يُستوف”.
ولم تكتف الجزائر بهذا الرفض، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، معتبرة أن “أي حياد عن هذا الإطار لا يخدم بأي شكل قضية تسوية هذا النزاع”، مضيفة أنه “لا يغير البتة من الحقائق الأساسية اللصيقة به والتي أقرتها وثبتتها الأمم المتحدة عبر جميع هيئاتها الرئيسية، بما في ذلك الجمعية العامة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية”.
وتتحدث الجزائر في بلاغها عن “احترام القانون الدولي” و”قرارات مجلس الأمن”، لكنها تغض الطرف عن حقيقة أن العديد من القرارات الأممية، بما فيها تلك الصادرة عن مجلس الأمن، باتت تشيد بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي كأساس واقعي للحل.
كما أن الجزائر، التي تدعي الدفاع عن مبادئ الأمم المتحدة، تتناسى أنها تخرق مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول من خلال دعمها المالي والعسكري لجبهة “البوليساريو”، ناهيك عن احتجازها للاجئين الصحراويين في معسكرات تندوف كأوراق ضغط سياسية.
وجاء هذا البلاغ الجزائري بعد يوم من تجديد الولايات المتحدة الأمريكية، على لسان كاتب الدولة الأمريكي ماركو روبيو خلال لقائه بوزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة في واشنطن، تأكيد اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه، معتبرة مقترح الحكم الذاتي “جديا وذا مصداقية وواقعيا كأساس وحيد لحل عادل ودائم لهذا النزاع”.
كما جدد روبيو التأكيد على أن الولايات المتحدة “ما تزال تؤمن بأن الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد ذو الجدوى”، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي يحث الأطراف على الانخراط في محادثات دون تأخير على أساس المقترح المغربي للحكم الذاتي.