24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
يبدو أن العلاقات العسكرية التي تجمع نظام الكابرانات في الجزائر مع روسيا، قد ورطت الجزائر في مشاكل لا حصر لها مع الدول الغربية. خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
ففي ظل العقوبات الغير مسبوقة التي تواجهها موسكو جراء تورطها في الحرب مع أوكرانيا. حاول النظام العسكري الجزائري، ان يلعب دور المنقذ لروسيا من خلال رفعه لميزانية الجيش الى 23 مليار دولار . ووعد موسكو بصرفها في روسيا مقابل مناورات مشتركة على شاكلة الأسد الافريقي. التي يجريها الجيش المغربي بمعية الجيش الأمريكي بعدد من المناطق بما فيها منطقة المحبس بالصحراء المغربية.
أمام هذا المعطى قامت الولايات المتحدة الامريكية، بتحذير شديد اللهجة للنظام الجزائري.عن طريق سفيرتها في في الجزائر. متوعدة بفرض عقوبات قاسية على النظام العسكري الحاكم في الجزائر في حالة قيامه بهذه الخطوة الإنتحارية.
صحيفة “إل كونفيدينثيال” الإسبانية، أوردت في ذات السياق. أن الجزائر بدأت تُبعد نفسها عن روسيا، كاشفة أن وزارة الدفاع الجزائرية. اضطرت الى إعلان إلغاء المناورات العسكرية التي كان قد أعلن عن تنظيمها النظام الجزائري عن طريق قنواته الإعلامية. وذلك خشية من إثارة غضب واشنطن التي حذرت نظام الكابرنات من مغبة القيام بهذه المناورات. متوعدة بفرض عقوبات على الجزائر في حالة ما تم تنظيمها. وهو الأمر الذي أذعنت له الجزائر.
الردع الأمريكي أتى أكله
وأضافت الصحيفة الإسبانية أن التراجع الجزائري لم يقف عند هذا الحد، بل تجاوزه بعد إلغاء الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. زيارة له كانت مبرمجة إلى موسكو شهر دجنبر الجاري. بعد طلب واشنطن من الجزائر تقليص علاقتها مع روسيا، وهو الطلب الذي تضمنه تقرير للسفيرة الأمريكية في الجزائر “إليزابيث مور أوبين”. التي طالبت نظام الكابرانات تحجيم وتقليص علاقاته العسكرية مع روسيا.
تحذيرات السفيرة الأمريكية الرادعة للجزائر، تنضاف إلى الرسالة التي كان قد رفعها 27 عضوا في “الكونغرس” الأمريكي . الذين طالبوا من خلالها الإدارة الأمريكية بمعاقبة الجزائر بسبب صفقاتها العسكرية مع موسكو. ناهيك عن تصريحات نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية. التي كان قد صرح بها في شهر أكتوبر الماضي. والتي أكد فيها أن صفقات الأسلحة التي تجري بين الجزائر وموسكو “موضوع إشكالي جدا”.