24 ساعة ـ متابعة
عاد الجنرال الروسي سيرغي سوروفكين، الذي اختفى عن الأنظار منذ تمرد مجموعة فاغنر في يونيو 2023، ليظهر علنًا في الجزائر.
وتثير هذه الإطلالة، التي أكدتها تقارير استخباراتية بريطانية وصورة التُقطت داخل السفارة الروسية بالجزائر خلال احتفالات “عيد النصر” في 9 ماي، تثير العديد من التساؤلات حول دلالاتها الجيوسياسية
من الغموض إلى الظهور: دلالات الحضور
يعد سوروفكين، المعروف بقيادته للقوات الروسية في أوكرانيا وسوريا وعلاقاته الوثيقة بيفغيني بريغوجين، من أبرز الشخصيات العسكرية الروسية التي اختفت في ظروف غامضة عقب تمرد فاغنر الفاشل. ورغم تقارير تحدثت عن توقيفه، لم يصدر أي تأكيد رسمي من موسكو بشأن مصيره.
واكتفت وزارة الدفاع الروسية بحذف اسمه وصوره من موقعها الرسمي، ما زاد من غموض وضعه. أما ظهوره الآن في الجزائر بصفته “رئيس مجموعة من الخبراء العسكريين الروس”، فيكسر شهورًا من الصمت، ويثير تكهنات بشأن طبيعة دوره الجديد ومغزى هذه العودة في هذا التوقيت بالذات.
Latest Defence Intelligence update on the situation in Ukraine – May 27 2025.
Find out more about Defence Intelligence's use of language: https://t.co/iv81YPAIDT #StandWithUkraine 🇺🇦 pic.twitter.com/dM8lptKqTx
— Ministry of Defence 🇬🇧 (@DefenceHQ) May 27, 2025
الجزائر في قلب المعادلات الجيوسياسية
يعتقد أن وجود الجنرال سيرغي سوروفكين في الجزائر، الحليف التقليدي لروسيا في شمال إفريقيا، يعكس رغبة موسكو في تعزيز حضورها العسكري “الناعم” في المنطقة. وتعد الجزائر شريكا استراتيجيا لروسيا في مجالي التسليح وتبادل المعلومات الاستخباراتية، ما يمنح العلاقة بين البلدين طابعا أمنيا متقدما.
ويرى محللون أن هذه الخطوة قد تكون محاولة لاستعادة التوازن بعد تداعيات تمرد فاغنر، أو بداية لإعادة تشكيل خارطة النفوذ الروسي في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، في ظل تراجع ملحوظ للحضور الغربي.
ورغم الغموض الذي يحيط بالأهداف الحقيقية من هذا الظهور، فإن عودة سوروفكين إلى الواجهة، وفي الجزائر تحديدا، تشير إلى تحولات جارية في العقيدة السياسية والعسكرية الروسية، قد تضع الجزائر مجددًا في قلب التنافس الجيوسياسي الدولي.