24 ساعة – متابعة
أظهرت معطيات جديدة في القضية التي قام بها المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، والمتعلقة بتفكيك خلية إرهابية موالية لما يسمى بتنظيم “داعش، وتتكون من أربعة أشخاص متطرفين تتراوح أعمارهم ما بين 22 و28 سنة، ينشطون بالجماعة القروية سيدي الزوين التابعة لجهة مراكش أسفي.
وحسب مصادر مطلعة فإن العملية النوعية التي قامت بها عناصر البسيج، سبقها إنزال أمني مكثف، قبل أن تقوم ثلاث فرق خاصة في وقت متزامن بمداهمة ثلاثة منازل، واعتقال المشتبه فيهم، وحجز أسلحة بيضاء من مختلف الأحجام، ومعدات معلوماتية، وآلة للتلحيم، ومواد كيماوية يشتبه في تسخيرها في تحضير وإعداد العبوات الناسفة، وهي عبارة عن خمسين كيلوغرام من نترات الأمونيوم، وثلاثة كيلوغرامات من “سلفات البوتاس”، وأربع علب تحتوي على مواد سامة، وثلاثة أكياس سعة 800 غرام تضم مساحيق كيميائية مشبوهة، فضلا عن أسلاك كهربائية وميزان.
كما قالت المعلومات التي حصلت عليها جريدة “24 ساعة” الإلكترونية، أن زعيم الخلية الإرهابية المسمى “أيوب. ب” في العشرينيات من العمر وحاصل على الإجازة في شعبة الإسلاميات بجامعة القاضي عياض بمراكش، وعضو في جمعية آباء وأولياء التلاميذ والتلميذات بمدرسة في نفس المنطقة، كما كان معروفا في المنطقة بتفكيره التكفيري، ولم يكن على غرار باقي أفراد الخلية محبوبا لدى الساكنة، بسبب طبعه العدائي، حيث تم القبض عليه في شهر يوليوز من 2017، للاشتباه في صلته بما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية، قبل أن يتم إطلاق سراحه بعد انتهاء التحقيقات التي باشرتها معه مصالح المختصة.
وأضافت المعلومات أن الموقوفين الآخرين وهما شقيقين “مراد. أ” و”محمد.أ”، يعمل أحدهما لحام والآخر يشتغل في الحلاقه بينما يشتغل العنصر الرابع في بيع الخضر، فما قالت مصادر إعلامية، أنه يوجد عنصر خامس ينتمي لهذه الخلية.
تجدر الإشارة أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أفاد في بلاغ، بأن إجراءات البحث المنجزة تشير إلى أن ” أمير” هذه الخلية الإرهابية استعان بمهاراته المهنية المكتسبة في مجال “التلحيم” لصناعة وإعداد أسلحة بيضاء، وتحضير عبوات متفجرة تقليدية الصنع، حيث أجرى تجارب عملية لصناعة وتشغيل هذه المواد الناسفة، قبل أن يعمد لاقتناء مواد كيماوية تدخل في صناعة هذه العبوات من محل تجاري بمدينة مراكش، وذلك في إطار التحضير لمشروعه الإرهابي داخل المملكة.
وأبرز المكتب المركزي للأبحاث القضائية أنه بعد استيفاء عمليات التجنيد والاستقطاب وإنهاء الانخراط الكلي لجميع عناصر الخلية في هذا المشروع الإرهابي، تم الانتقال لمرحلة التنفيذ المادي للمخططات التخريبية التي حددت كأهداف آنية استهداف منشآت حيوية ومقرات أمنية، فضلا عن تحديد أشخاص بغرض تصفيتهم جسديا بواسطة السلاح الأبيض، وذلك ضمن أساليب الإرهاب الفردي المستوحاة من عمليات تنظيم داعش الإرهابي.
كما أوضحت إجراءات البحث والتحري، يضيف المصدر ذاته، بأن أعضاء هذه الخلية الإرهابية راهنوا على الاستقطاب والتجنيد في صفوف الأطفال اليافعين، بغرض إشاعة وتعميم الفكر المتطرف، وذلك عبر تنظيم لقاءات دعوية لفائدة أطفال قاصرين بمنطقة سيدي الزوين، بغرض شحنهم وتلقينهم مرتكزات الفكر المتطرف على نهج ” أشبال الخلافة” المعتمد من طرف تنظيم “داعش”.