الرباط-عماد مجدوبي
وصلت إلى مطار جنيف الدولي، يوم الأربعاء 19 فبراير 2025، أول شحنة من الحشيش الطبي المغربي، في خطوة تُعد تحولًا بارزًا في مسار تقنين هذه الصناعة داخل المملكة.
وفي هذا السياق، أفادت مجلة “هانف” السويسرية المتخصصة في مواضيع القنب الهندي، أن هذه الشحنة، التي تضم كميات من القنب الهندي المحتوي على مادة “THC”، تم تصديرها في إطار شراكة بين شركة “ميدروفارم” السويسرية وشريك مغربي محلي، بعد استيفاء جميع التراخيص اللازمة من السلطات المغربية.
وأشادت “ميدروفارم”، المتخصصة في إنتاج مستخلصات القنب الطبي، بهذه العملية ووصفتها بـ”السابقة العالمية”، مؤكدة أن المغرب يمتلك إمكانيات زراعية استثنائية لإنتاج حشيش طبي عالي الجودة وفق المعايير الأوروبية الصارمة.
كما أوضحت الشركة أن هذه الشحنة ستُستخدم في تصنيع منتجات صيدلانية، في ظل تزايد الطلب الأوروبي على المستحضرات المستخلصة من القنب لأغراض علاجية.
ويأتي هذا التطور بعد قرار الحكومة المغربية سنة 2021 تقنين زراعة القنب الهندي في عدد من الأقاليم الشمالية لأغراض طبية وصناعية. وخلال السنوات الماضية، عملت السلطات على تنظيم القطاع ومنح التراخيص اللازمة، وصولًا إلى أول عملية تصدير قانونية تعكس توجه المغرب نحو تعزيز صادراته في هذا المجال الناشئ.
وبحسب معطيات الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي، بلغ الإنتاج السنوي للقنب الهندي في المغرب حوالي 4000 طن خلال 2024، فيما غطت المساحات الزراعية القانونية 2169 هكتارًا. كما شهد القطاع ارتفاعًا كبيرًا في عدد التراخيص، حيث تم منح 3371 رخصة، من بينها 3056 لفلاحين محليين، مقابل 430 رخصة فقط سنة 2023.
ويُنظر إلى هذه الخطوة كإشارة إلى انطلاق مرحلة جديدة في الصناعة الطبية المغربية، إذ من المتوقع أن يساهم هذا القطاع في تعزيز الصادرات وخلق فرص عمل جديدة، خاصة في المناطق الشمالية التي تشتهر بزراعة القنب الهندي. كما يؤكد المغرب التزامه بمعايير الجودة العالمية، مما يعزز موقعه كشريك رئيسي في سوق القنب الطبي على المستوى الدولي.
ولا يمثل تصدير أول شحنة من الحشيش الطبي إلى سويسرا إنجازًا اقتصاديًا، بل يعكس قدرة المغرب على تحويل قطاع غير مهيكل إلى صناعة قانونية متطورة، مستفيدًا من موارده الطبيعية لتطوير قطاع طبي واعد يفتح آفاقًا جديدة للتعاون الدولي.