يوسف المرزوقي- الرباط
استغل الإخوة أبو زعيتر، الصور التي التقطوها مع الملك محمد السادس، في مناسبات عدة، كما يفعل جل المغاربة المحبين لملكهم لوطنهم، من أجل إدعاء قربهم من ”السلطة”، وربما استعمالها في مآرب شخصية تدر عليهم الملايير ولو على حساب القانون.
آخر ”فضائح” الإخوة أبو زعيتر، قيامهم بالسطو على الملك العمومي، لانجاز مطعم فخم بمنطقة مارينا سمير بعمالة المضيق الفنيدق، مما أثار غضب شريحة واسعة وسط الساكنة المحلية، خصوصا المتضررين من الرخصة التي منحت لهؤلاء الإخوة، الذين نظموا وقفة احتجاجية.
وحددت المحكمة الإدارية، وفق المحامي الحبيب حجي، يوم 21 من يونيو الجاري، لعقد أولى الجلسات للنظر في القضية، فيما تطالب فعاليات محلية، بوقف أشغال بناء مطعم ”أبو زعيتر”، بشكل استعجالي.
إخوة فوق القانون
رافق الكثير من الجدل حياة الاخوة أبو زعيتر، فبغض النظر عن ماضيهم الإجرامي؛ فإن وطنيتهم المبالغ فيها، والتي ترافق حياتهم داخل وسائل التواصل الإجتماعي، حيث تظهر رموز المملكة في جميع الصور التي ينشرونها في صفحاتهم الخاصة، أثارت الكثير من التساؤلات، وربط الكثيرين من المغاربة هذه ”الوطنية الزائدة”، بالسعي وراء استغلالها لتحقيق مصالحهم الشخصية.
جداريات تظلمية ضد أبو زعيتر
انتشرت على نطاق واسع، بمدينة المضيق العديد من الجداريات في أرجاء المدينة، تحمل رسائل ضد الإخوة أبو زعيتر، وتحمل عبارات تتضمن رسائل تظلمية موجهة تارة لعامل الإقليم من قبيل:”إلى عامل المضيق كلنا مغاربة”، وتارة ضد تواجد الإخوة أبو زعيتر في المدينة :”اهلا بأبو زعيتر بالمضيق وسكانها سيرحلون للجزائر”.
وظهرت هذه الجداريات مع ذيوع خبر حصول الإخوة أبو زعيتر على لاستغلال جزء من الملك البحري بمنتجع مارينا سمير، وهو الأمر الذي لم يستسغه بعض شباب المنطقة على ما يبدو، خاصة وأن منهم من تقدم بذات الطلب قبل مدة ولم يتلق أي رد.
تهور داخل المغرب وخارجه
يحكي العديد من المغاربة نماذج كثيرة لتهور الإخوة زعيتر، سواء داخل الأماكن العمومية أو على مستوى سياقتهم لسياراتهم الفاخرة وسط الطرق، حيث وثق شهود عيان، سلوك مشينة قام بها هؤلا الإخوة في العديد من المناسبات، لكن يبقى السؤال من أين يستمد هؤلاء كل هذه القوة التي تجعلهم فوق القانون؛ هل بادعاء قربهم من الملك محمد السادس أم عبر مشارب أخرى خفية؟
في الحقيقة، فإن تهور الإخوة الثلاثة (أبو بكر، عثمان، عمر)، لا يقتصر فقط داخل المغرب، فقد أثاروا الكثير من القيل والقال حتى في البلد الذي ازداد فيه ألمانيا، لكن لا يستطع أن يتجرأ على خرق القانون كما يفعل هنا في المغرب.
خلال شهر يناير من السنة الماضية؛ اقدمت منظمة “UFC” للفنون القتالية المختلطة، على طرد عثمان أبو زعيتر من النزالات، وذلك عقب خرق متعمد لبروتوكول الأمان المتعلق بالحد من تفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، من خلال انتهاكه قواعد الصحة والسلامة، حيث خرج من العزلة في الفندق وأدخل شخصًا من الخارج غير مخول له الدخول، عبر إعطائه السوار الخاص به، حسب ما رصدته كاميرات المراقبة.
وقال رئيس المنظمة: “ما فعله “أبو زعيتر” يشكل تهديدًا لسلامة وصحة باقي المشاركين في أمسية “UFC 257″، لذلك ألغينا نزاله الـ 14 في مسيرته الإحترافية وحرمناه من خوضه، وطردناه من منظمة UFC”.
فوضى عارمة في افتتاح مطعم أبوزعيتر بمارينا سلا
شهدت مارينا مدينة سلا خلال افتتاح أبو بكر زعيتر و أشقائه، لمطعم بإسم “روايال بورغر”؛ فوضى غير مسبوقة، شارك فيها الإخوة أبو زعيتر، حيث تجمهر المئات أمام المطعم، في انتظار خروج الإخوة، الذين اقحموا حتى الملكية في اسم مطعمهم الفاخر ”روايال”.
ملكيون أكثر من الملك
هل صار الإخوة أبو زعيتر أكثر ملكيين أكثر من المغاربة وأكثر من الملك نفسه؟ سؤال يطرحه العديد من متتبعي الشأن المحلي المغربي، إلى جانب العديد من الأسئلة الأخرى، من قبل هل هؤلاء الإخوة فوق القانون، كي يعيثون في أرض المغرب فسادا دون حسيب ولا رقيب، أليس المغاربة سواسية أمام القانون، بقربهم من الملك أولا؟ ثم لماذا الاستغلال البشع لصورة ”سيدنا” ولباقي رموز المملكة من أجل مصالح الشخصية، ألا يعد ذلك إساءة للمقدسات يعاقب عليها القانون؟… اسئلة ضمن العديد من علامات الاستفهام تبحث لها عن مجيب…