يوسف المرزوقي- الرباط
لا يفوت الإعلام المقرب من جنرالات الجزائر، أي فرصة تتاح له للهجوم على المغرب، حتى ولو تعلق الأمر بمقابلة في كرة القدم لأطفال صغار لا تتعدى أعمارهم 17 سنة.
ورغم أن الصور والبث المباشر لنهائي كأس العرب للناشئين، الذي أقيم ليلة أمس بين فتيان المغرب والجزائر، أظهرت بالملموس كيف أن الجمهور الجزائري ومعه لاعبين احتياطيين في المنتخب الجزائري، شنوا اعتداء غير مفهوم على أشبال المغرب، مباشرة بعد انتهاء ركلات الترشيح وإعلان فوز الجزائر بالكأس.
قد يكون حدوث شغب رياضي بين فريقين أمرا مفهوما ومعتادا في كرة القدم؛ لكن أن تقوم وسائل إعلام مقربة من السلطة في البلد الجار، إعطائه صبغة سياسية، فهو أمر يؤكد كيف تحولت المملكة المغربية إلى عقدة لدى صناع القرار في الجزائر.
في هذا الصدد، كتبت صحيفة ”الخبر” الجزائرية المقربة من جنرالات الجيش، مقالا مليئا بالأكاذيب وسيلا من الاتهامات المجانية، تحت عنوان ”الدناءة المخزنية ليس لها حدود”، وذلك بغرض التغطية على الفشل الذريع في توفير الحماية الأمنية لمنتخب حل ضيفا لديهم.
كما أقدمت الصحيفة بتحريف الوقائع ومحاولة إرجاع المعتدي هو الضحية، عبر الادعاء أن ”المحاربون الصغار” أي المنتخب الجزائري، كانوا يحتفلون باللقب، فـ ”إذا باللاعبين المغاربة يهاجمون عليهم”، وهذا ادعاء كاذب تفنده عشرات الفيديوهات والصور التي وثقت للحادث.
ويبدو أن كاتب خبر ”الخبر” تحت اسم مستعار، غير مقتنع بما يكتبه، نظرا للركاكة التي تعمد إضفاءها على مقالته حول الموضوع، وأيضا جملة الأخطاء الإملائية واللغوية التي اعترت المقال، وهو ما يوضح أنه مكتوب تحت الضغط أو تحت طلب غير مرغوب فيه.
كذلك فعلت جريدة ” الشروق” المقربة بدورها من دوائر القرار، التي مزجت بين أحداث شغب كروية وقعت داخل ملعب جزائري وبين إعطائها صبغة سياسية، عبر الادعاء أن ‘’النظام” والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وراء ”تهويل” الواقعة.
وفي تناقض صارخ مع ما بث على المباشر في القنوات الناقلة لنهائي كأس العرب للناشئين؛ حاولت الجريدة الجزائرية إلقاء اللوم على حارس المنتخب المغربي، الذي كان ضحية الاعتداء، وقالت إن افتعال الواقعة هدفه ”إفساد هذا العرس الكروي”.
إلى متى يفهم ”زملائنا” في الجزائر أو من يستأجرهم أن كرة القدم شيء والسياسة شيئا آخر؟ وأن الرياضة لا يجب أن تفسد للعداوة قضية…