الرباط-عماد مجدوبي
أجرى ناصر بوريطة، الأحد في سوتشي، مباحثات مع نظيره بروسيا الاتحادية، سيرغي لافروف، وذلك على هامش انعقاد المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة روسيا – إفريقيا.
وشكل هذا اللقاء، الذي عقد على هامش المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة روسيا – إفريقيا، مناسبة للتباحث بشأن القضايا الثنائية، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتنهل العلاقات الغنية والعريقة بين المغرب وروسيا من الشراكة الاستراتيجية المعمقة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بمناسبة الزيارة الملكية التاريخية لموسكو سنة 2016.
وشكلت هذه القمة صفعة جديدة للجزائر والبوليساريو. فرغم تحركات الجزائر من أجل إقحام الانفصاليين في هذه القمة، إلا أن موقف موسكو كان صارما، إذ لا مكان للانفصاليين في هذا المحفل الروسي الأفريقي. لذلك، فإن عدد الدول الأفريقية التي وجهت لها الدعوة هي 54 دولة أفريقية عضو في الأمم المتحدة.
ماذا يعني هذا التوجه الروسي؟ أولا، نحن أمام موقف صريح بأن موسكو لا تدعم الانفصال ولا من يموله ويسلحه. ولذلك، فإن موقف موسكو كان صارما بقطع الطريق على أي محاولات من هذا القبيل.
ثانيا، ينبغي التأكيد على أن هذا الموقف يأتي أياما قليلة بعد القرار الأممي بتمديد مهام بعثة المينورسو، حيث اتخذت موسكو موقفا رافضا لمناورة جزائرية كانت تستهدف توسيع مهام البعثة الأممية لتشمل حقوق الإنسان.
لذلك، لا يمكن فهم موقف موسكو في القمة الأفريقية بسوتشي إلا في هذا إطار هذاوالتوجه الدولي الذي استوعب بأن مقاربة المملكة المغربية، بقيادة جلالة الملك، تشكل أذكى وأسلم طريق من أجل الوصول إلى حل لهذا النزاع المفتعل، وبأن منطقة تهريب التمثيليات الوهمية وإدخال أعلامها الوهمية في الحقائب المخفية، لا مكان له اليوم في المنتديات الدولية.
ما وقع اليوم في موسكو هو بمثابة بطاقة صفراء للجزائر من حليفها التقليدي، بعد قرصة أذن تعرضت له في مجلس الأمن الدولي حين رفضت روسيا بشكل صريح مناورة توسيع صلاحيات “مينورسو”..فروسيا التي تتبنى اليوم حيادا يمكن وصفه بالإيجابي، لا يمكن أن تقبل بوجود جماعة مسلحة تهدد الاستقرار والأمن في الساحل والصحراء، ولها ارتباطات معروفة بالجماعات المتطرفة في المنطقة..روسيا تريد بدورها أن ينتهي هذا النزاع بما يضمن لها أيضا مصالحها في المنطقة، بدل ان تدعم ما قد يهددها مستقبلا.