24ساعة-عبد الرحيم زياد
بعد ما يقرب من نصف قرن من نزاع مفتعل، غذته الجزائر بهدف عرقلة تقدم المغرب، تتجه الأنظار اليوم نحو إمكانية تسوية نهائية لقضية الصحراء لصالح المغرب. التطورات الأخيرة، التي كشفها تقرير “Morocco Intelligence“، تشير إلى تحول كبير في المقاربة الدولية لهذا الملف، بدعم واضح من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما قد ينهي عقوداً من الجمود ويضع حداً لهذا الصراع الذي طال أمده.
تأكيد أمريكي صلب على سيادة المغرب
في خطوة واضحة ولا لبس فيها، أكدت إدارة ترامب مجدداً دعمها الثابت لسيادة المغرب على الصحراء، معتبرة مخطط الحكم الذاتي المغربي “الحل الوحيد الممكن” للنزاع. وبحسب ذات المصدر، فقد دعت ليزا كينا، المسؤولة التنفيذية بوزارة الخارجية الأمريكية، خلال لقائها مع المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، إلى إطلاق مفاوضات “فورية” بين الأطراف المعنية، مشددة على أن الحل يمر حصراً عبر المبادرة المغربية. هذا الموقف يعكس رؤية واشنطن الجديدة التي تسعى لتجاوز النهج التقليدي للأمم المتحدة، والذي طالما استُخدم كغطاء لإدامة النزاع بدعم من الجزائر وحلفائها.
دعم واسع في واشنطن
عززت زيارة وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، إلى الولايات المتحدة هذا الزخم الإيجابي. حسب المصدر. فقد كشفت اللقاءات التي أجراها عن دعم واسع وعابر للحزبية في واشنطن، يشمل إدارة ترامب، مجلس الشيوخ، ومجلس النواب، بما في ذلك تأييد رؤساء لجان الشؤون الخارجية والدفاع في كلا المجلسين. هذا الدعم يبرز الأهمية الاستراتيجية للمغرب كحليف إقليمي موثوق، ويعكس إدراك الولايات المتحدة لضرورة إنهاء نزاع يعرقل استقرار وتنمية شمال إفريقيا.
تحول في النهج الأممي
تشير التقارير إلى ميل إدارة ترامب لتجاوز البيروقراطية الأممية التي ساهمت في إطالة أمد النزاع. فقد تم تأكيد تقليص عدد أفراد بعثة “المينورسو”. وتجميد التوظيف فيها، مع تكهنات قوية بإمكانية تفكيك البعثة بالكامل في المستقبل القريب.
كما أعلن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (HCR) عن خطط للانسحاب من العيون وتندوف. في خطوة قد تشير إلى تراجع الدعم الدولي للوضع الراهن.
وفي السياق ذاته، دعا مايكل روبين، الباحث في معهد “أمريكان إنتربرايز إنستيتيوت” المؤثر. إلى تجريد جبهة البوليساريو من أي شرعية في المفاوضات المستقبلية. مقترحاً أن تحل “الحركة الصحراوية من أجل السلام”، وهي حركة تدعو إلى التسوية السلمية، محلها كطرف في الحوار. هذه الخطوة تهدف إلى تمهيد الطريق لتصويت نهائي في مجلس الأمن يدعم الحل المغربي.
مؤتمر دولي مرتقب
تتزامن هذه التطورات مع أنباء عن عقد مؤتمر دولي في يونيو 2025. برعاية مشتركة بين فرنسا والسعودية، لمناقشة قضية الصحراء إلى جانب نزاعات دولية أخرى. ويتوافق هذا التوقيت مع تولي فرنسا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن ابتداءً من أبريل 2025. وقد ألمح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى هذا المؤتمر، مما يعزز التوقعات بقرب التوصل إلى حل نهائي.
لحظة تاريخية في الأفق
تشير هذه التطورات إلى أن العالم قد يكون على أعتاب تسوية نهائية لقضية الصحراء. تعزز سيادة المغرب وتفتح آفاقاً جديدة للتنمية والاستقرار في المنطقة. إدارة ترامب، بدعمها الحاسم ومساعيها لتجاوز العراقيل الأممية، تبدو مصممة على إنهاء هذا النزاع المفتعل الذي طال أمده. ومع اقتراب المواعيد الدولية الحاسمة، يبرز السؤال: هل ستكون هذه الفرصة التاريخية التي طال انتظارها لإغلاق هذا الملف نهائياً؟