الدار البيضاء-أسماء خيندوف
تواصل السلطات المغربية تحقيقاتها حول النفق السري الذي يربط المغرب بمدينة سبتة المحتلة، والذي تم اكتشافه مؤخرًا بعد سنوات من استغلاله في تهريب المخدرات، وفقا لتقارير إعلامية إسبانية.
وذكر موقع ” الفارو دي سوتا “ أن السلطات المغربية شرعت هذا الأسبوع في استخدام كابلات استشعار وكاميرات متطورة، بهدف جمع بيانات دقيقة عن مسار النفق وبنيته التحتية.
وبحسب مصادر الموقع، فقد تمركزت الفرق التقنية بالقرب من وادي “أرويو دي لاس بومباس”، حيث أجرت قياسات دقيقة لساعات مستغلة استقرار الأحوال الجوية بعد انقطاع الأمطار. وأسفرت عمليات الفحص عن فهم أعمق لامتداد النفق، الذي استُخدم لسنوات في تهريب كميات كبيرة من الحشيش بعيدًا عن المراقبة الأمنية التقليدية.
وفي السياق ذاته، تواصل قوات الأمن المغربية، من شرطة ودرك ملكي، انتشارها المكثف في المنطقة، لضمان مراقبة مستمرة لمحيط النفق، ومنع أي محاولات لاستغلاله مجددًا.
وتأتي هذه التحقيقات في إطار عملية “هاديس”، التي تُشرف عليها المحكمة الوطنية الإسبانية، حيث تم حتى الآن توقيف 14 شخصًا، أُودع معظمهم في السجن الاحتياطي، بينما تستمر التحقيقات في سرية تامة حتى نهاية الشهر الجاري.
وأشار الموقع الإسباني إلى احتمال تنفيذ عملية ميدانية مشتركة بين المغرب وإسبانيا، بهدف التوغل داخل النفق وجمع بيانات تقنية جديدة حول بنيته المعقدة.
وتشهد الأسابيع الأخيرة تنسيقًا مكثفًا بين الجانبين، حيث تعمل فرق الحرس المدني الإسباني جنبًا إلى جنب مع الوحدات المغربية المختصة، في إطار جهود مشتركة لكشف تفاصيل النفق بالكامل.
وتجدر الإشارة إلى أن القاضية ماريا تاردون، من المحكمة الوطنية الإسبانية، وجهت في فبراير الماضي طلبا رسميا إلى السلطات المغربية للتعاون في التحقيقات المتعلقة بهذا النفق، ما يعكس الأهمية التي توليها مدريد لهذا الملف الأمني الحساس.