يوسف المرزوقي- الرباط
أثار إعلان 79 دولة شاركت في مؤتمر ”داعش”، أمس الأربعاء 11 ماي الجاري، دعمها لمبادرة الحكم الذاتي، غضب الخارجية الجزائرية، التي سارعت إلى إصدار بيان هجومي على المملكة المغربية، دون مبرر مقنع.
وصارت الخارجية الجزائرية، وبشكل مكشوف، الناطقة الرسمية باسم الجبهة الانفصالية؛ رغم أنها كانت تنفي وباستمرار أنها ليست طرفا في هذا النزاع المفتعل.
وزعمت الجزائر، من خلال بيان خارجيتها، أن المملكة المغربية حولت مؤتمر داعش المنعقد بمراكش، والذي عرف نجاحا غير مسبوق، إلى ”حدث مخصص لمناقشة قضية الصحراء والخلط المتعمد بين دعم حركات التحرر والإرهاب”. في حين أن البلاغ الختامي للمؤتمر كان واضحا وضوح الشمس، حيث ورد فيه أن المشاركين في المؤتمر العالمي، أبرزوا ”وجود صلة بين الحركات الانفصالية والحركات الإرهابية، التي تتواطؤ فيما بينها من خلال استغلال الهشاشة الموجودة على نحو يزيد من تأثيرها الذي يزعزع للاستقرار”.
كما أعرب المشاركون في المؤتمر، وأغلبهم وزراء خارجية دول، عن ”قلقهم إزاء انتشار الحركات الإنفصالية في إفريقيا، التي تقف وراء زعزعة الاستقرار وزيادة هشاشة الدول الأفريقية، وتعزز في نهاية المطاف داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية العنيفة والمتطرفة”.
وذهبت الدولة المجاورة، أبعد من ذلك، حين استصغرت عقول مسؤولي دول عظمى، مثل أمريكا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا…، الذين شاركوا في المؤتمر، حين قالت وزارة الخارجية الجزائرية أنهم تعرضوا لـ عملية مساومة”، في حين أن أغلب هذه الدول سبق وأن عبرت بوضوح عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي يقدمها المغرب لحل النزاع، وهو أمر تراه الخارجية الجزائرية ”عنادا للترويج لمبادرته الميتة!”، فكيف يمكن أن تموت وسط كل هذا الدعم العالمي لها الذي يزداد يوما بعد يوم؟
وأضافت الخارجية الجزائرية في بيانها الغريب، أن “المغرب شوه المعركة العالمية ضد الارهاب ووظفها من أجل حسابات ضيقة وأنانية”.