24 ساعة-متابعة
نظمت بلجيكا، أمس الأحد 11 ماي الجاري، مراسم رسمية مؤثرة في مدينتي جومبلو وشاستر، تخليدا للذكرى الخامسة والثمانين لمعركة جومبلو، واحتفاء بتضحيات الجنود المغاربة الذين سقطوا دفاعا عن الحرية خلال الحرب العالمية الثانية.
وشكلت المناسبة فرصة لتجديد الاعتراف بدور هؤلاء المقاتلين الذين قدموا من المغرب للدفاع عن أوروبا في وجه الاحتلال النازي.
واستقبلت بلدتا جومبلو وشاستر، الواقعتان على بعد نحو أربعين كيلومترا من بروكسيل، فعاليات الذكرى في أجواء من الخشوع واستحضار الذاكرة الجماعية، تخليداً لإحدى أولى المواجهات الكبرى ضد الغزو الألماني في ماي 1940.
وجرت المراسم في مواقع رمزية، منها المسلة التذكارية للفيلق الرابع في جومبلو، والمقبرة العسكرية الفرنسية في شاستر، حيث يرقد المئات من جنود الرماة المغاربة، وسط إشادة واسعة بشجاعتهم وتضحياتهم في سبيل الدفاع عن قيم السلام والحرية.
وحضر هذه المناسبة عدد من الشخصيات المغربية والبلجيكية، من بينها مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، والجنرال يوسف المهدي، رئيس مديرية التاريخ العسكري بالقوات المسلحة الملكية، ومحمد عامر، سفير المملكة في بلجيكا، إلى جانب ممثلين عن الجالية المغربية وسلطات مدنية وعسكرية بلجيكية، من بينهم الوزير السابق أندري فلاو.
وأكد المتدخلون خلال هذه المراسم أهمية الحفاظ على الذاكرة التاريخية المشتركة بين البلدين، والتي تقوم على التضامن وأخوة السلاح والانخراط في مقاومة الفاشية. وأوضح مصطفى الكثيري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “معركة جومبلو تظل ملحمة تجسد شجاعة الجنود المغاربة الذين لبّوا نداء السلطان الراحل محمد الخامس للدفاع عن حق الشعوب في الحرية”.
وشدد المتحدثون على ضرورة نقل هذه الذاكرة إلى الأجيال القادمة، ليس فقط لتكريم الشهداء، بل أيضا لترسيخ قيم التعايش والاحترام والإنسانية التي استشهدوا دفاعاً عنها.
من جهته، اعتبر أندري فلاو أن هذا التكريم يسلط الضوء على الدور المحوري الذي لعبه المغرب في تحرير أوروبا، ويؤكد عمق الروابط التاريخية بين البلدين، قائلا: “علينا أن نتذكر الجنود الذين جاؤوا من بعيد من أجل الدفاع عن حريتنا، وأن نمنحهم التقدير الذي يستحقونه”.
وتعود تفاصيل معركة جومبلو إلى 14 ماي 1940، حين اصطدم الفوج السابع من الرماة المغاربة مباشرة بالجيش الألماني بعد مسيرة متواصلة استمرت يومين. ورغم الخسائر الكبيرة، تمكّنت الفرقة المغربية من صدّ القوات النازية، في وقت كان فيه القادة الفرنسيون يستعدون للتراجع.
ويرقد جثامين هؤلاء الأبطال في مقبرة شاستر، حيث تلتقي الذاكرة بالتاريخ لتذكر بأن لا حرية تتحقق دون تضحيات.