احتدم الجدل في بلجيكا خلال الأسبوع الماضي بسبب حملة إعلانية تستهدف الطالبات بشعار “حسّني حياتك – أقيمي علاقة مع “شوغر دادي” (كبار السن)”.
وقد بدأت صور اللافتات الإعلانية الضخمة لموقع يحمل اسم “RichMeetBeautiful” في الانتشار على موقع فيسبوك منذ 25 شتنبر الماضي.
وفي سياق ردود الفعل التي خلفها هذا الإعلان كتب أحد نشطاء فيسبوك “هذه ليست نكتة سمجة، بل إن هذه اللوحة الإعلانية تُعرَض فعلا حول الجامعة.. هذا الإعلان ليس فقط تمييزا جنسيا من أسوأ نوع، بل إنه يشجع كذلك الطالبات على ممارسة الدعارة”.
وكان الموقع المذكور، الذي يقدمه المسؤولون عنه كموقع تعارف لِمَن سمّاهم “شوغر دادي”، قد بدأ الترويج للوحة الإعلانية في كل من الدانمارك والنرويج والسويد وفنلندا منذ غشت الماضي.
ومعلوم أن مواقع التعارف من هذا النوع تستخدم اللقاءات والمواعيد، مع كون الملقبين بـ”شوغر دادي” رجالا كبار السن، أغنياء، وربما يكونون متزوجين ولديهم أطفال، فهم يدفعون الأموال للقاء فتيات صغيرات السن. وعادة ما تكون هذه اللقاءات من أجل ربط علاقات جنسية بحتة. ويروج الموقع المذكور لكون الفتاة “ستتمتع بميزات مثل السفر والتسوق والتمتع بنصائح مرشد له تجربة، بينما يحظى الـ”شو”.
غر دادي” بالاحترام والإعجاب من قبل فتاة متحمسة ستجعله يشعر بأنه يعود إلى شبابه ويتمتع بالحياة مجددا”.
وكان المدير النرويجي للموقع المعني، سيغورد فيدال، قد صرّح يوم 28 شتنبر الماضي، لإحدى الجرائد البلجيكية بأنه سيتم سحب الحملة الإعلانية بعد الشكاوى التي وصلت للجنة تحكيم أخلاقيات الإعلانات.
وقالت إحدى الطالبات (رفضت كشف هويتها) اللواتي سبق لهنّ خوض التجربة، وهي تبلغ من العمر 27 سنة واستخدمت موقع “SeekingArrangement” عندما كانت طالبة في الجامعة: “السبب الأول في اشتراكي في الموقع هو أنني لم أكن أملك الكثير من المال. لكنْ لم يكن ذلك السبب الوحيد، فقد وجدت الفكرة أيضا مثيرة. لكن كنت في حاجة ماسة إلى المال، وبفضل هذا الموقع صار بإمكاني أن أربح أجر أسبوعين في ساعتين! كنت طالبة ومثل هذا العمل يوفر الوقت. ثم إنني حاولت الحصول على عمل جزئي لكنْ لم يسعفني الحظ. وعندما رُفضت من العمل في مقهى قررت الانضمام”.
“أغلب الأشخاص رجال عاديون”
وتابعت هذه الطالبة التي انخرطت في مغامرة الموقع المذكور “كان من السهل الانضمام، وقد حرصت على عدم وضع أية صورة لي تظهر وجهي. تلقيت الكثير من الرسائل. أتذكر أنه وصلتني ذات مرّة رسالة من رجل يبلغ من العمر 70 سنة.. لكن أغلب الأعمار كانت تتراوح بين 35 و55 سنة. حتى أنني صدمت باكتشافي أن أغلب الرجال هم عاديون جدا، بعيدا جدا عن الصورة التي نتخيلها لرجال أغنياء اعتادوا أن يحصلوا على كل ما يريدون أو أغبياء لا يقدرون على إقامة علاقة جنسية. لكن الأشخاص الذين عرفتهم رجال عاديون وجذابون، أغلبهم متزوجون”.
وتابعت: “جعلت أهدافي واضحة على صفحتي الشخصية. بالنسبة لي، كانت فرصة لربح المال، لا غير. كنت أنظر باستياء للرجال الذين انضموا للموقع رغم انضمامي إليه كذلك. لم أكن أريد منهم أن يأخذوني للتسوق ولا أن أكون مجبرة على الخروج معهم وأن أتصرف بطريقة لطيفة ولا أردت هدايا. كنت أريد مالا فقط، دون أن أضيع وقتي.. التقيت رجلا كان حزينا حقا، كان يشعر بالوحدة رغم أنه متزوج، كان يعطيني منحة شهرية مكنتني من دفع أجرة المنزل، وقد دام ذلك خمسة أو ستة شهور، لم نكن نقيم كثيرا من العلاقات الجنسية. كنا نخرج معا ولم أره كثيرا في تلك المدة”.
“استغللتهم أيضا”
قالت الفتاة التي ارتضت مصاحبة الشيوخ من أجل المال “صحيح أن الرجال يستغلون النساء في هذه الأوضاع، لكني كنت بدوري أستغلهم أغلب الوقت. كنت أقول لنفسي “يا له من غبي، يدفع لي هذا القدر من المال فقط من أجل عشر دقائق!.. لم أكن أريد أن يعرف الناس ما كنت أفعل. أغلب أصدقائي لا يعرفون. كنت أتساءل “ماذا لو اكتشف أبي الأمر؟” وكان ذلك يحرجني حقا، خاصة بسبب الجانب الأمني. كنت أتخيل نفسي مفقودة فتأتي الشرطة وتبحث في حاسوبي لتكتشف أنني كنت أواعد الكثير من الرجال”.
وتابعت “كنت محظوظة لكن لو كان عليّ فعل ذلك مرة أخرى، لن أعيدها. كنت محظوظة لأنني لم أعش أي تجربة سيئة. لكن لو كان عليّ فعل ذلك مرة أخرى، لن أعيدها. ليس فقط بسبب المخاطر ولكني ندمت على ذلك لأن مثل هذه التجارب تطال تصورك لنفسك. ففي نهاية الأمر، كنت أبيع العلاقات الجنسية، حتى لو كانت العلاقة جيدة، لا يمكنني أن أتناسى أنهم كانوا يدفعون لي مبلغا مقابل ذلك. وقد جعلتني هذه التجربة أكره الرجال نوعا ما.. أنا لست أقف ضد هذا النوع من الممارسات وللنساء الحق في ذلك. لكن أغلب النساء يفعلن ذلك لأنهن لا يملكن خيارا آخر. هناك 1% من النساء اللواتي يخترن ذلك بمحض إرادتهن، لكن 99% يقمن فقط بممارسة الدعارة لأنْ لا خيار لهن. أما الرجال فيمكنهم الحصول على كل ما يريدون لأنهم قادرون على دفع المبلغ اللازم، هم يتحكمون فيك وأنت في حاجة إليهم”.