24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
منذ نعومة اظافره، يتم اعداد الامير مولاي الحسن لدوره المستقبلي كملك. ألقى خطابه الاول في سن الثامنة، وبدأ في لقاء قادة العالم وهو في سن الحادية عشرة. شهد حضوره العام تزايدا ملحوظا بمرور الوقت، مشاركا في فعاليات دولية مثل جنازة جاك شيراك، واحتفالات وطنية رئيسية. هذا النمو في اجندته يعود جزئيا إلى التحديات الصحية التي يواجهها والده، مما دفع الامير الشاب لتولي دور اكثر اهمية في شؤون البلاد. انه مقدر له ان يخلف والده، ليصبح الحاكم التاسع عشر من السلالة العلوية المجيدة. حسب ما اوردته وسائل اعلام اسبانية.
الدراسة واتقان اللغات
يتابع سموه حاليا دراسته في شعبة الحكامة والعلوم الاقتصادية والاجتماعية بالرباط، بينما يفي بالتزاماته المؤسساتية رفيعة المستوى. يهدف تعليمه إلى اعداده لمستقبله كملك، وضمن هذا الاعداد، يلعب اتقان عدة لغات دورا حاسما. يتحدث الامير بطلاقة اللغات العربية والفرنسية والانجليزية والاسبانية، مما سيمكنه من اداء دور بارز في الدبلوماسية الدولية وتعزيز العلاقات الخارجية للمغرب.
الهوايات والاهتمامات الشخصية
لكن ماذا يفعل شاب مثله في وقت فراغه؟ القائمة طويلة. بالاضافة إلى مسؤولياته الملكية، يعد الامير مولاي الحسن من عشاق الرياضة الكبار. يحب كرة القدم وكرة السلة، ولكنه لا يكتفي بذلك: يمارس ايضا السباحة والتزلج والفروسية، مما يعكس تنوعه ويشرح بنيته الرياضية. شغفه بكرة القدم يجعله مشجعا وفيا لبرشلونة، على الرغم من انه يعترف بانه يفتقد كثيرا لمسات ميسي الساحرة، مثله الاعلى على مر السنين. لكن لدى مولاي الحسن هوايات اخرى اقل شهرة: يشارك والده الملك محمد السادس شغفا حقيقيا بالموسيقى، وخاصة بميت غيمز، مغني الراب من جمهورية الكونغو الديمقراطية. في الواقع، كشف غيمز انه يحتفظ بعلاقة وثيقة مع العائلة المالكة، مؤكدا ان العاهل العلوي استقبله في منزله عدة مرات.
عادة تجنب تقبيل اليد
لفت الامير مولاي الحسن الانتباه بسبب عادته في تجنب تقبيل اليد، وهي عادة متاصلة جدا في المغرب لتقديم التحية لافراد العائلة المالكة. على الرغم من ان لفتته قد تبدو مجرد خصوصية شخصية، إلا انها في الواقع تعكس احتراما عميقا للكبار، وفقا لما يشرحه خبراء في تقاليد البلاد. منذ بلوغه سن الرشد، حافظ على هذه الممارسة، مبرزا الاختلاف عن والده الذي يسمح بتقبيل اليد، وهو ما يعتبره بعض النقاد علامة على الخضوع. ومع ذلك، فإن عادة سحب اليد ليست جديدة في العائلة المالكة المغربية: فهي تعود على الاقل إلى جد جده، الملك محمد الخامس، الذي كان يختار ايضا عدم السماح بتقبيل يده، في لفتة احترام لمن كانوا يلقون عليه التحية.
المظهر والاناقة
بينما تبنى والده، قبل بضع سنوات، اسلوبا اكثر “تمردا” او “شعبية”، مرتديا قمصانا بدون اكمام وسراويل جينز ممزقة، وهو الهواء الذي يذكر بالاطلالات الايقونية لبعض الشخصيات، فضل الامير مولاي الحسن دائما المظهر الكلاسيكي والرسمي في اطلالاته العامة. دائما ما يكون انيقا، يفضل البدلات مع ربطات العنق، وفي بعض الاحيان يرى بالملابس التقليدية المغربية، مما يعكس احترامه لرموز اللباس الصارمة. بهذه الطريقة، يوضح لنا ان الاسلوب “الكاجوال” ليس له مكان في حياته. انه، بلا شك، شاب جاد.
مسار المستقبل
يواصل صاحب السمو الملكي الامير مولاي الحسن مساره نحو تولي العرش بثقة ونضج ملحوظين، مستفيدا من اعداد شامل يجمع بين التعليم الرفيع والخبرة العملية المبكرة، مما يرسم صورة لملك المستقبل الذي يدرك مسؤولياته وجذوره وتقاليده، مع الانفتاح على متطلبات العصر واللغات والثقافات العالمية.