الدار البيضاء-أسماء خيندوف
أثار فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، اليوم تساؤلات عديدة حول مدى مستقبل العلاقات بين الرباط وواشنطن، سيما بعد الاعتراف الأمريكي في عهده على سيادة المغرب على الصحراء.
وفي تعليقه على الموضوع، صرح الدكتور و الباحث الجامعي المتخصص في تحليل الخطاب جمال بندحمان لـ”24ساعة” أن اعتراف الإدارة الأمريكية بمغربية الصحراء في السنوات الأخيرة دون التراجع عنه يعكس ارتباط هذه القضية بالعمق الأمريكي وليس بالتحولات السياسية الحزبية.
وأشار بندحمان أن اعتراف إدارة ترامب السابقة في 2020 ، بسيادة المغرب على الصحراء لم يكتب له أن يواكب بقرارات أخرى كإنشاء قنصلية أمريكية بالصحراء المغربية بسبب تردد إدارة بايدن.وهو التردد الذي نعتقد أن فوز ترامب سيلغيه ويجعل الإنشاء جزءا من تفعيل قرار الاعتراف.
وفي نفس السياق أكد بن دحمان أن زمن اعتراف إدارة ترامب بسيادة المغرب على صحرائه لم يكن السياق مماثلة لما عليه الأمر اليوم في ظل اعتراف دول كبرى بهذه السيادة أساسا كفرنسا وإسبانيا وألمانيا مما يعني أن الموقف الأمريكي ليس معزولا وأن مسألة ربطه بشرط التطبيع تصبح ضعيفة مادامت هذه الدول غير معنية به إضافة إلى كونها تمتلك مفاتيح القضية وثائقيا لأنها معنية مباشرة بما حصل من قبلها أثناء احتلالها الصحراء المغربية او أثناء فترة الحماية.
و صرح بندحمان على أن الحضور الوازن للمغرب اليوم في الدبلوماسية الدولية ودوره المهم في الاقتصاد العالمي وأساسا في القارة الإفريقية يجعله لاعبا وليس مجرد منفعل بما يجري .وهذا يعني بلغة المصالح أن في مصلحة الدول الكبرى مثل أمريكا مراعاة مبادئ المغرب وسيادته على أرضه.
وأضاف المختص أن الجانبان الأمني والعسكري يعدان من أهم ركائز قوة العلاقة بين البلدين ،حيث إن المغرب شريك إيجابي في محاربة التطرف وتقوية شروط الأمن العام للأفراد والدول كما أن خبرته العسكرية ومركزيته في مناورات الأسد الإفريقي تجعله الشريك المثالي لأمريكا وغيرها من الدول الكبرى.
و في هذا الصدد صرح بندحمان على أن المغرب يأمل في أن تعزز الإدارة الأميركية الجديدة من دعمها لدوره الإقليمي في محيطه الجيوسياسي، مشيرا إلى أن ذلك يتضمن دعم المشاريع الكبرى مثل خط الغاز بين نيجيريا والمغرب وتعزيز المبادرات الأطلسية مما يسهم في تأمين المصالح الأميركية في المنطقة ويعزز من الاستقرار والتنمية في المغرب.