24ساعة-متابعة
أكد محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية، أن زيارة وزير الخارجية الكيني إلى المملكة المغربية جاءت تتويجاً لدبلوماسية مغربية فعالة ومرنة واستراتيجية.
واعتبر الدكالي هذه الزيارة بمثابة “ضربة قاصمة” لجماعة البوليساريو ومن يدعمهم، في إشارة إلى النظام العسكري الجزائري.
وأوضح أستاذ القانون بجامعة القاضي عياض أن كينيا كانت في السابق تُعد معقلاً رئيسياً لدعم ميليشيات البوليساريو، ولم تكن هناك علاقات دبلوماسية قوية بين البلدين، حيث كان التمثيل الدبلوماسي المغربي شبه منعدم في نيروبي. وأشار إلى أن الدبلوماسية المغربية بشكل عام كانت محتشمة في شرق إفريقيا بأسرها.
وأضاف الأكاديمي المغربي أن المقاربة الاستراتيجية التي وضعها ملك البلاد للدبلوماسية المغربية أثمرت، حيث أصبحت كينيا تعتبر في الرباط أن مخطط الحكم الذاتي المغربي هو المقاربة المستدامة والوحيدة لتسوية قضية الصحراء.
كينيا تدعم المخطط المغربي وتفتح سفارة بالرباط
وأفاد بنطلحة الدكالي أن كينيا عبرت عن هذا الموقف صراحة في بيان مشترك صدر عقب اللقاء الذي جمع يوم الإثنين وزير الخارجية المغربي بنظيره الكيني. وشدد البيان على أن كينيا تعتبر مخطط الحكم الذاتي بمثابة المقاربة المستدامة الوحيدة لتسوية قضية الصحراء، مؤكدة عزمها التعاون مع الدول التي تتقاسم الرؤية نفسها من أجل تفعيل هذا المخطط.</p>
كما أشار المتحدث إلى أن وزيري خارجية المغرب وكينيا أكدا على ضرورة الإشراف الحصري للأمم المتحدة على العملية السياسية الأممية، وجددا دعم دولتيهما لقرارات مجلس الأمن الدولي، خاصة القرار 2756.
الاعتراف الكيني: “ضربة قاصمة” للبوليساريو
اعتبر أستاذ العلوم القانونية والعلاقات الدولية، محمد بنطلحة الدكالي، أن الاعتراف الكيني بالحكم الذاتي هو انتصار دبلوماسي مغربي و”ضربة قاصمة” لظهر جماعة البوليساريو، ومؤشر على بداية انهيار واضمحلال هذه الميليشيات، خاصة وأن أكبر داعميهم في إفريقيا بدأوا يتراجعون عن دعمهم.
تطور دبلوماسي ومستقبل العلاقات الثنائية
جاء هذا الموقف الكيني خلال لقاء جمع يوم الإثنين في العاصمة الرباط بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج. ناصر بوريطة، ورئيس الوزراء ووزير الخارجية الكيني، موساليا مودافادي. وقد شدد الجانبان، في بيان مشترك، على أهمية الدينامية التي يشهدها ملف نزاع الصحراء المفتعل.
وفي تطور دبلوماسي لافت، شهدت الرباط أيضاً افتتاح أول سفارة لجمهورية كينيا بالمملكة، وهو ما وصفه بوريطة بأنه “منعطف نوعي” في العلاقات الثنائية، سيسهم في مواكبة مشاريع التعاون وتفعيل الشراكة بين البلدين على مختلف المستويات.
وخلال ندوة صحافية مشتركة، أبرز بوريطة الطابع الخاص لهذه الزيارة التي تتزامن مع الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وكينيا. مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد زخماً جديداً في مجالات متعددة، بما فيها الاقتصاد، الفلاحة، الأمن الغذائي، والتكوين.
وبحسب الوزيرين، فإن هذه الدينامية في العلاقات الثنائية تعكس تطوراً إيجابياً والتزاماً متزايداً على جميع المستويات. وقد اتفق الطرفان على ضرورة برمجة انعقاد الدورة الأولى للجنة المشتركة للتعاون المغربي الكيني. بهدف وضع الإطار القانوني المنظم للمبادرات الكفيلة بتعزيز التعاون بين البلدين وتوسيعه ليشمل مجالات تجارية، سوسيو اقتصادية، وثقافية متنوعة.