دعا الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة عبد الكريم بنعتيق، إلى تعاون كوني بين جميع الدول من أجل تسطير مقاربة تشاركية لحل مشاكل الهجرة، مشددا على أن المغرب كان بين القلائل السباقين إلى اعتماد مقاربات محلية لمعالجة هذه الظاهرة.
واعتبر بنعتيق في افتتاح الدورة 11 للمنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية، اليوم الأربعاء بمراكش، أن كل الدول بدون استثناء أصبحت في الآن ذاته، دول منشأ وعبور واستقبال، وأضاف أن هذا الأمر هو ما دفعها إلى اعتماد آليات وسياسات وطنية كمدخل أولي، ثم التفكير في آليات إقليمية، ثم الحلول الكونية التي سيجسدها إعلان مراكش للهجرة.
وشدد بنعتيق أنه لا حلول لمشاكل هذه الظاهرة التي أصبحت تفرض ذاتها على العالم نظرا لكون أن 3 في المائة من السكان العالم عبارة عن مهاجرين بمجموع يقدره المختصون بحوالي 258 مليون شخص، (لا حلول) بدون تعاون إقليمي ودولي، مضيفا أن “تدبير تدفق الهجرة لا يعني بلدا لوحده ولا قارة لوحده بل هو شأن كوني يجب أن يعتمد بمقاربة تشاركية بين كل الدول”.
الوزير المغربي أبرز في حديثه خلال افتتاح المنتدى الذي يرأسه المغرب بشراكة مع ألمانيا، تحت شعار “الوفاء بالالتزامات الدولية لتحرير طاقات كل المهاجرين من أجل التنمية، برئاسة مشتركة بين المغرب وألمانيا”، أن الملك محمد السادس كان من القادة القلائل الذين اقتنعوا بأن قضية الهجرة ليست شأنا خاصا بكل دولة، ومن الدول السباقة إلى سن تشريعات وتسطير مقاربات تخص حلول المشاكل الناجمة عن تدفق المهاجرين.
واعتبر أن المقاربة المغربية تنطلق بالأساس بكون أن المغرب له ما يقارب 5 مليون مهاجر في العالم وهو ما يشكل قرابة 13 في المائة من المواطنين المغاربة، ويساهمون سنويا في 7 في المائة من الناتج الداخلي الخام، وهو ما حدا به إلى مواكبتهم والعمل على تأطيرهم.
وأوضح أن المهاجرين المغاربة بالخارج يضمون ما يزيد عن 8 آلاف طبيب و500 ألف حاصل على شواهد عليا من باك+5 وأعلى، كما أن عددا منهم يوجد في مناصب صناعة القرارات سواء السياسية أو الاقتصادية أو العلمية الأكاديمية.
وأبرز أن المقاربة المغربية في قضايا الهجرة تنطلق بالأساس بتأطير المغاربة بالخارج على الارتباط الدائم بالوطن الأم، وكذا التحصين الديني من كل أشكال التطرف والغلو، إضافة إلى تشجيعهم على بني قيم الآخر في مجتمعات الاستقبال ما دامت قيما إنسانية مشتركة بين الجميع.
وتابع بنعتيق: “الملك من القادة القلائل الذين استوعبوا إلى أن الهجرة ليست شأنا محليا، فدفع بالحكومة إلى تبني سياسة جديدة لقضايا الهجرة مبنية على 3 مرتكزات مبنية على المقاربة الحقوقية واحترام حقوق الإنسان والقابلية للتنفيذ، أدت إلى تسوية الوضعية الإدارية والقانونية لما يزيد عن 50 ألف مهاجر مقيم بالمغرب، وتم تغيير المنظومة القانونية من أجل تمكين أطفال المهاجرين من التمدرس، حيث يدرس اليوم من هؤلاء ما يقارب 7000 طفل في المدارس العمومية، كما تم تغيير الشرائع لتمتيعهم بولوج الخدمات الصحية، والاستفادة من السكن الاقتصادي بشروط تفضيلية دون تمييز مع باقي المغاربة”.
وأضاف أن “الهجرة لن تحل مشاكلها بدون تعاون كوني بين جميع الدول، وكذا بدون تعاون جنوب جنوب بين الدول الإفريقية حيث أن 30 مليون مهاجر إفريقي في العالم، والتضامن بين الدول الإفريقية الغنية والفقيرة”، مسترسلا “وضمن الأجندة الملكية تم طرح فكرة مرصد إفريقي حول الهجرة مقره في الرباط من أجل التفكير الاستباقي لمواكبة هذه الظاهرة التي تحتاج مقاربة عملية لفهم تداعياتها المركبة والمعقدة”.