الرباط-متابعة
أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، اليوم الثلاثاء بمراكش، أن المغرب أنجح برنامجه للربط الكهربائي، وذلك ضمن مؤتمر بلومبرغ للاقتصاد الجديد بوابة إفريقيا.
وفي معرض حديثها، خلال ندوة تحت شعار “مؤهلات إفريقيا في مجال الطاقة النظيفة”، أوضحت الوزيرة أن المغرب قام بخطوات كبرى، في إطار برنامجه الكهربائي، ببلوغه نسبة 99,8 في المئة من الساكنة المستفيدة من الربط الكهربائي.
وبخصوص مؤهلات الطاقة النظيفة في إفريقيا، أشارت السيدة بنعلي إلى أن هذه القارة تمتلك موارد كبيرة من حيث الطاقات المتجددة، مبرزة أهمية جذب إفريقيا للاستثمارات في هذا المجال وضمان استمراريتها، من خلال نظام للمشاريع القابلة للتمويل والتحقيق.
واعتبرت الوزيرة أن “إفريقيا ما زالت تعاني من نقص الاستثمار في الطاقة النظيفة الذي يظل متأخرا عن الركب “، مضيفة، في هذا الصدد، أن القارة تحتاج اليوم إلى استثمارات من شأنها ضمان ولوج السكان إلى طاقة منخفضة التكلفة والكربون، وذلك من خلال الحلول المبتكرة والسياسات الواضحة، وكذا عبر الإصلاحات التشريعية والقانونية.
ودعت، في هذا الإطار، إلى استغلال إمكانات إفريقيا من حيث الطاقة الشمسية والريحية، ولاسيما عن طريق تشييد شبكات كهربائية بهدف توزيعها، ولأجل تلبية الطلب المتزايد على الطاقة المستدامة.
كما سلطت بنعلي الضوء على الدور الرئيسي للغاز الطبيعي في إزالة الكربون من الصناعة واستبدال زيت الوقود وأنواع الوقود الأخرى التي لا تزال تستخدم في إنتاج الكهرباء، وكذا في الصناعات المستهلكة للطاقة.
وتابعت الوزيرة بأن الأمر يتعلق بعنصر أساسي في استراتيجية المغرب للانتقال الطاقي وإزالة الكربون، مبينة أنه يساعد في ضمان تغلغل أكبر للطاقات المتجددة المتقطعة في الشبكة، وتحقيق المزيد من الاستقرار والفعالية للنظام الكهربائي الوطني.
وعلاوة على ذلك، أشار المشاركون في الندوة إلى أن الغاز يضطلع بأهمية قصوى في دعم الانتقال الطاقي، لكون الطاقات المتجددة تحتاج إلى إنتاج طاقي مستقر للتعامل مع التقطع.
كما أوردوا أن بعض البلدان الإفريقية تتوفر على موارد طبيعية تدعم الطاقة الكهرومائية أو الريحية أو الشمسية، بينما تمتلك أخرى أنواعا من الوقود الأحفوري، مما سيساعدها على تحقيق انتقال ناجح للطاقة.
وفي نفس الصدد، سلط المتدخلون الضوء على أهمية ضمان الطاقة للمستهلكين وللقطاع الصناعي في حالة غياب الشمس أو الرياح، مذكرين بالتحديات التي تشهدها البلدان المتقدمة بدورها، حيث انخفض إنتاج الطاقة الريحية بنسبة 7 في المئة.
وتنعقد الدورة الإفريقية الأولى من مؤتمر بلومبرغ للاقتصاد الجديد تحت شعار “بوابة إفريقيا”، بمبادرة من مجموعة “بلومبرغ” الإعلامية، الرائدة في مجال الأخبار الاقتصادية والمالية، بشراكة مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات.
وبعد مرحلتين أمريكية وأخرى أوروبية، تم اختيار المغرب كبلد مضيف للنسخة الإفريقية لهذا المنتدى الاقتصادي، وذلك لأجل مكانته كرائد إقليمي، بفضل الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.