كشف عبد الإله بنكيران عن عدم رغبته في الاستمرار على رأس الحزب، مؤكدا أنه ينتظر بفارغ الصبر انتهاء هذه الولاية، وقال “يحيّدو عليّ المسؤولية ويوضعوها في عنق شخص آخر بسلام”، مسترسلا أن الحزب يمر بمرحلة صعبة.
وتحدث بنكيران عما سماه “أزمة” على مستوى قيادة الحزب ومحاولته تدبيرها، معبرا في الوقت نفسه عن تخوفه من عدم إرضاء الناس وتخييب ظنهم فيه، بسبب ما سمّاه “محاولات بئيسة لعرقلة مسار الحزب والوقوف ضد تبوئه المرتبة التي وصل إليها اليوم”، مؤكدا أن الهدف الدعوي كان وراء بداية الحزب قبل خروجه للمعترك السياسي، موضحا أيضا أن الإصلاح على مستوى التسيير لا يقلّ أهمية عن الدعوة.
وعبّر بنكيران، الذي كان يتحدث أمس الأربعاء في بيته، لدى استقباله فريق مستشارين جماعيين ينتمون إلى الحزب في المحمدية، عن استياءه وحزنه بسبب الخلافات التي تؤخّر المستشارين عن القيام بواجبهم تجاه الشأن المحلي ومصالح المواطنين. ولم يتوان بنكيران عن تأنيبهم وقال إن هذه الخلافات بأنها ظهرت بسبب مصالح صغيرة وامتيازات وتشكيك في بعض النوايا، وهذا دليل على أن ما وصل إليه الحزب اليوم قد لا يستحقونه، وقال “هاد الناس هادو ما يستاهلوش يْسيّرو حتى برّاكة! واش نتوما مْشيتو تسيّرو مصالح الحزب ولا تتعاركو بحال الديكة؟”.. مسترسلا “كفوا شركم عن الناس يكفوكم”، وزاد قائلا “نتوما ف 2003 ماخلاوكم حتى تعزّيو فالناس اللي وقع ليهم داكشي” (في إشارة منه إلى الأحداث الارهابية التي كانت قد عرفتها البيضاء حينذاك) وأضاف “اليوم عندكم رئاسة الحكومة وأهمّ الوزارات”.
واعترف بنكيران بألمه وأسفه على كلام “غير صحيح” سمعه من مقربين، ورغم ذلك فضل لزوم الصمت، وقال إنه لا يريد أن يشرع في ممارسة حقه كأمين عام ويبدأ سلسلة من التحقيقات لييتم التوصل الى أصل ترويج ذلك الكلام. ووصف بنكيران تدبير الحزب بدكان بقوله “لنفترض أن هادْ الحزب هو دكان بما أنهم ينعتوننا بالدكاكين السياسية، فلو كان يسيره أربعة إخوة، ولو كل واحد قام بمهمته بضمير وعلى أحسن وجه، لكان كل شيء على ما يرام”.
وأضاف الأمين العام للبيجيدي أن “الوطن في وضعية صعبة، مْحتاج لناس معقولين، واللي عندو مشكل يمشي بعدا يعالج مشاكلو ويكون باري باش يقدر يْعالج”، مستدلا بالمثل الدارج “لوكان الخوخ يداوي يداوي راسو”. وكشف بنكيران عن رغبته في تشديد العقوبة في حق مستشار جماعي في مراكش منتمٍ إلى الحزب ضُبط في حالة تلبس بتسلم رشوة، وقال كنت “سأبعث بهذا الخصوص رسالة شكر إلى وزارة الداخلية”.