عماد المجدوبي – الدار البيضاء
قال محمد بن سيدي، الصحفي ومعد البرنامج الوثائقي “عبق التراث” الذي يعرض على القناة الاولى، على دور الأفلام والبرامج الوثائقية على الخصوص، في المساهمة في الحفاظ على التراث من خلال إعادة إحياءه وحمايته لإيصاله إلى الأجيال القادمة. وأوضح بن سيدي الذي يشارك أيضا هذا الموسم الرمضاني بسيناريو مسلسل “إيلي” على قناة تمازيغت، إن الوثائقي “عبق التراث” يشكل وثيقة سمعية بصرية مرجعية لتقاليد وعادات المغرب الاجتماعية والدينية.
تعرض القناة الأولى خلال شهر رمضان السلسلة الوثائقية عبق التراث، ما الذي يميز الموسم الجديد من البرنامج؟
مايميز الموسم الجديد، وهو الرابع بالمناسبة، من السلسلة الوثائقية “عبق التراث” وفاءه لتصوره الأولي ولهويته وتنوع تيماته. عبق التراث أريد له في البداية أن يكون وثيقة سمعية بصرية مرجعية لتقاليد وعادات المغرب الاجتماعية والدينية، والحمد لله نجنا رفقة الأطقم التقنية والإدارية أن نحط الرحال في أكثر من مدينة وقرية ننقب عن تقاليدنا العريقة واحتفالاتنا الاجتماعية وكيف حرص المغاربة شرقا وغربا شمالا وجنوبا في التشبث بها وصونها من الانقراض والاندثار.
صورتم حلقات السلسلة في أكثر من مدينة وتناولتم تيمات مختلفة اجتماعية ودينية، هل يمكن القول ان جهات ومناطق مغربية اكثر حرصا على إحياء التقاليد والعادات مقارنة مع مناطق أخرى؟
بداية لا بد من التأكيد على غنى الموروث الثقافي والتراثي للمملكة وهذا نتاج قرون من التعايش بين حضارات مختلفة مرت على هذه الأرض، ما يعني أنك اينما تواجدت في أي بقعة على هذه الأرض ستكتشف طقوسا وعادات عريقة تميزنا نحن كمغاربة عن باقي شعوب العالم. ومع ذلك يمكن القول ان البادية والعالم القروي يمثل فضاء لهذه العادات حيث لا تزال قائمة يُحتفل ويُحتفى بها، وهذا لا يعني ان الحواضر قد تخلت عن ماضيها العريق، يكفي التجول في المدن العتيقة لنكتشف الكنوز التراثية اللامادية التي تحتضنها، والتي لا تزال تتناقل من جيل الى جيل.
تعرض القناة الاولى باقة من البرنامج الوثائقية الأخرى التي لها قواسم مشتركة مع عبق التراث، الا يعتبر هذا الامر تكرارا لتيمات قد تدفع المشاهد إلى الملل؟
التراث المغربي اكبر من أن يتناوله برنامج واحد، بالنظر الى تنوعه وثراءه. في اعتقادي ما تقدمه هذه البرامج يمكن اعتباره تكاملا اكثر منه إطنابا. تجليات التراث كثيرة، الموسيقى، الأزياء ، الطبخ ، العادات والتقاليد وغيرها كثير. وبالتالي اغتنم الفرصة لتقديم جزيل الشكر إلى مديرية البرمجة والبث وإلى مسؤولي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على جهودهم واهتمامهم بالتراث المغربي بكل تجلياته، سواء من خلال الانتاجات الخارجية او الداخلية التي تقدم وصلات وكبسولات ووثائقيات ناجحة وجديرة بالتنويه.
كيف يمكن للإعلام، السمعي البصري منه على الخصوص، أن يكون أداة تساهم في الحفاظ على التراث اللامادي؟
إذا كانت الشعوب العريقة تفتخر بماضيها، والدول تعتز بحضارتها القديمة وامجادها، فالإعلام السمعي البصري، والأفلام والبرامج الوثائقية على الخصوص، تساهم في الحفاظ عليه من خلال إعادة إحياءه وتعريف الأجيال الناشئة به وحمايته لإيصاله الى الاجيال القدمة، وهذا ما يجعل الاعلام الثقافي أحد أبرز الوسائل التي تسعى للحفاظ على هذا التراث من السرقة والاندثار.