الرباط-متابعة
في خطوة تهدف إلى القضاء على بصمتها الكربونية بحلول عام 2045 عبر التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وتوسيع اعتماد الطاقات المتجددة ومنها الهيدروجين، الذي سيلعب دورا محوريا، تسعى ألمانيا جاهدة إلى إستيراد الهيدروجين المغربي الذي يجذب اهتماماً دولياً قوياً.
ووفق ما أفادت به الإذاعة الألمانية الدولية “دويتشه فيله” (DW)، تعتزم ألمانيا استيراد ما يصل إلى 70 % من احتياجاتها من الهيدروجين، كجزء من استراتيجيتها للقضاء لإزالة الكربون بحلول 2045. ولتحقيق ذلك، تخطط للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، لذلك وقع الإختيار على الهيدروجين المغربي الذي يحظى بشعبية دولية، ما دفع ألمانيا على وجه الخصوص، إلى التخطيط لاستيراد كميات كبيرة.
وحسب ذات المصدر، تعمل الشركات الألمانية والأوروبية جنبا إلى جنب مع الشركات المحلية في المغرب، من أجل البدأ في تشغيل أول محطة مرجعية واسعة النطاق للهيدروجين الأخضر في القارة الأفريقية في عام 2026.
وفي هذا السياق قال وزير الدولة في وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، يوهانن فلاسبارث، أن “على عكس عالم الوقود الأحفوري، فإن اقتصاد الهيدروجين لديه مجموعة واسعة جدًا من البلدان المزودة المحتملة”، مشددا على أن المغرب على وجه التحديد يأخذ زمام المبادرة في هذا الموضوع.
إلى جانب هذا قدمت الوزارة الألمانية 270 مليون أورو لتعزيز الاستثمار في البلدان الشريكة، والتي يقول فلاسبارث إنها يجب أن تترجم إلى استثمارات بـ 1.3 مليار أورو، عندما ينضم القطاع الخاص إلى جهود الحكومة الألمانية. تضيف الإذاعة الألمانية الدولية “دويتشه فيله” (DW).
ويمكن أن يلعب الهيدروجين دورًا مهمًا في المناطق التي يصعب فيها إزالة الكربون. وسيتاح للقطاعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، مثل إنتاج الصلب والكيماويات والأسمنت، وكذلك النقل الجوي والبحري، أن تقلل من تأثيرها على المناخ باستخدام الهيدروجين.
وإضافة إلى ذلك، تم تحديث استراتيجية الهيدروجين الوطنية الألمانية التي تم الإعلان عنها في 2020، في ظل الحكومة السابقة بقيادة المستشارة أنجيلا ميركل، ومن قبل الحكومة الفيدرالية الحالية، لتشمل، من بين أمور أخرى، النقل والتدفئة السكنية كمجالات تستخدم الهيدروجين. ويجب أن يؤدي ذلك إلى زيادة في الطلب. بحلول 2030، إذ يمكن أن يصل استهلاك الهيدروجين إلى 130 تيراواط، أي أكثر من خمس إجمالي استهلاك الكهرباء في ألمانيا في 2021.
وسيلعب الهيدروجين دورا مركزيا عندما تكون إزالة الكربون صعبة أو مستحيلة، حيث يعتقد الخبراء أنه في أي صناعة أخرى يمكن للهيدروجين إطلاق غازات أقل من ثاني أكسيد الكربون، كما هو الحال في صناعة الصلب، كما سيتم استخدامه في الصناعات الأخرى كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل الصناعات الكيماوية والأسمنتية أو في الطيران والشحن.
وتعد الشركات الألمانية الهندسة الميكانيكية، وشركات الإلكترونيات من بين الشركات الرائدة عالميا في الإنتاج، وتخطط شركة بوش للإلكترونيات وحدها لاستثمار 2.5 مليار يورو في هذا المجال على مدى السنوات الثلاث المقبلة. حسب “دويتشه فيله” (DW).