أسامة الطايع – الرباط
عرف على العثماني داخل الأوساط السياسية بـ”الاطفائي” الذي انقذ الحزب من الحل بعد أحداث 16 ماي الدامية التي عرفتها الدار البيضاء .
كما لقب الرجل بأول الاسلاميين العلمانيين اذ كانت “الدولة المدنية في ظل مقاصد الشريعة الإسلامية”، هاجسا لدى العثماني من خلال التفكير والتّدَبّر في قضايا الدين والسياسة، مُترافعاً من أجل الدفاع من داخل المرجعية الإسلامية عن “الدّولة المدنية” والتي هيمنت على انتاجه الفكري وأسئلته البحثية في مؤلفاته السّابقة
ولد سعد الدين العثماني يوم 16 يناير 1956، في مدينة إنزكان ، حصل العثماني على البكالوريا في العلوم التجريبية 1976، و البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة بآيت ملول عام 1983.
جمع بين التكوين العلمي باعتباره طبيبا نفسيا والشرعي من خلال غوصه في المجال الفقهي التعبدي، اذ تابع دراسته في كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، وحصل منها على الدكتوراه في الطب العام سنة 1986، بالموازاة مع استمرار تكويه في المجال الفقهي والتي تحصل على شهادة الماستر في الفقه وأصوله من دار الحديث الحسنية بالرباط 1986.
شغل العثماني مناصب متعددة، ففي المجال المهني عمل طبيبا عاما قبل أن يتخصص في الطب النفسي بالمركز الجامعي للطب النفسي بالدار البيضاء، ثم بمستشفى الأمراض النفسية بمدينة برشيد جنوبي الدار البيضاء.
كما كانت له العديد من المسؤوليات في المجال الدعوي انطلاقا من عضويته بالمكتب التنفيذي لجمعية علماء دار الحديث الحسنية منذ 1989 ومشاركته في تأسيس “جمعية الجماعة الإسلامية” وكان عضوا في مكتبها الوطني خلال الفترة ( 1981-1991) ثم عضو المكتب التنفيذي لحركة “التوحيد والإصلاح” (1991-1996).
ويعتبر العثماني من ابرز المشاركيين في تأسيس حزب التجديد الوطني 1992 الذي رفضت السلطات الترخيص له، كما تولى إدارة حزب الحركة الشعبية الدستورية الديموقراطية (العدالة والتنمية لاحقا) من يناير 1998 إلى نوفمبر 1999 حيث أصبح نائبا لأمينه العام.
ولج مجلس النواب في الولاية التشريعية 1997-2002 ثم في الولاية 2002-2007، والولاية 2007-2011، ثم اصبح نائب رئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب (2001-2002).
اعيد انتخبه سنة 2004 أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية، ورئيسا للمجلس الوطني للحزب مند يوليو 2008، في هذه المرحلة عرف الرجل بقدرته الرهيبة في امتصاص الصدمات التي وجهت للحزب ذو المرجعية الاسلامية على خلفية “احداث 16 ماي”وكان له الفضل في تمرير سفينة العدالة والتنمية الى بر الامان لينتخب للمرة الرابعة في مجلس النواب في الانتخابات السابقة لأوانها في 25 نوفمبر 2011 بعدما انتهت ولاية امانته العامة للحزب.
وعلى اثر رياح “الربيع العربي” تولى حقيبة وزارة الخارجية والتعاون في حكومة عبد الإله بنكيران الأولى في يناير عام 2012 بعد فوز حزب العدالة والتنمية بالمرتبة الأولى بـ107 مقاعد في مجلس النواب الى ان عدم قدرة الرجل الاندماج مع المكينة الديبلوماسية التي كانت تدار ملفاتها خارج اسوار وزارته وبعض الاخطاء الدبلوماسية عجلت ترجله من المركب الحكومي عند اول تعديل وزاري.
بعد الخروج من الحكومة عاد الرجل لاعادة فتح عيادته النفسية وليستأنف نشاطه الدعوي باعتباره عضو بحركة التوحيد والاصلاح.
لكن رياح السياسة اعادت سعد العثماني الذي تكن له الاوساط السياسية الاحترام والتقدير الى بقعة الضوء السياسي بعدما تم ازاحة رفيق دربه عبد الاه بنكيران من سدة التسيير الحكومي بعد انسداد سياسي دام 5 اشهر .
فهل هل سيحل سعد الدين العثماني أول الإسلاميين العلمانيين عقدة بن كيران مع القصر وهل يعيد العملية السياسة الى السكة الصحيحة رغم اكراهات الصندوق الانتخابي الذي انتج مشهد سياسيا اشبه بالسريالي ،وهل يتمكن الرجل من تجاوز عقبات الثلث المعطل لاخنوش وكيف هي لعبة التوازنات التي قد يعتمد عليها الرجل في اعداده لحكومة منسجة مع بقعة الزيت التي وضعها كل من التجمع الوطني للاحرار والاتحاد الاشتراكي.