24 ساعة-متابعة
شهدت أسعار لحوم الأغنام في عدد من المناطق المغربية ارتفاعا غير مسبوق، حيث وصلت إلى 150 و160 درهما للكيلوغرام الواحد في بعض الأسواق، وذلك على بعد أيام قليلة من عيد الأضحى.
وفي هذا السياق، أفاد عبد الحق بوتشيشي، المستشار الفلاحي المعتمد لدى وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن السوق المغربية شهدت تراجعا ملحوظا في أسعار لحوم الأغنام بعد الإهابة الملكية بإلغاء شعيرة الأضحية، وكان هذا التراجع متفاوتا بحسب المناطق.
وأوضح بوتشيشي في تصريحه لـ”24 ساعة” أن الأسعار انخفضت في بعض المناطق مثل بني ملال، خريبكة، واد زم، حيث بلغ سعر الكيلوغرام من اللحم حوالي 50 درهما، فيما بقيت الأسعار مرتفعة في المدن الكبرى، متراوحة بين 90 و160 درهما للكيلوغرام في بعض الأسواق.
وأشار المتحدث إلى أن هذا التراجع النسبي في الأسعار قابله استقرار أو حتى ارتفاع في مناطق أخرى، مرجعا ذلك إلى اعتماد بعض المواطنين على “التشريكة”، وهي ممارسة يتشارك فيها شخصان أو ثلاثة في شراء أضحية واحدة وذبحها وتقسيمها لتقليل الكلفة، إلى جانب غياب حملات التوعية من طرف مختلف المؤسسات المعنية.
وانتقد المستشار الفلاحي غياب التوجيه من وزارة الداخلية ووزارة الفلاحة ووزارة الأوقاف وجمعيات حماية المستهلك والمجتمع المدني ورجال الدين، في وقت كان فيه المستهلك في حاجة ماسة للتوعية، خاصة بعد انتشار إشاعات تفيد بإغلاق المجازر 15 يوما قبل وبعد العيد، ما دفع المستهلكين إلى التهافت على اقتناء اللحوم.
وأكد بوتشيشي أن المستهلك المغربي يتحمل جزء كبيرا من مسؤولية ارتفاع الأسعار، معتبرا أن سلوكياته الاستهلاكية تساهم في خلق طبقة من “الشناقة” و”الفراقشية” وتجار الأزمات، الذين يستغلون كل فرصة لرفع أسعار الخضر والفواكه واللحوم.
وأضاف أن “الدوارة” وصلت في بعض المناطق إلى أثمان خيالية، بين 800 و900 درهم، نتيجة لهذا التهافت غير المنظم من طرف المستهلك، داعيا إلى ضرورة إرساء ثقافة استهلاكية واعية، وتنظيم حملات توعوية تشارك فيها الدولة والمجتمع المدني على حد سواء.
وفي ختام تصريحه، نبه بوتشيشي إلى أن التدخلات الأمنية التي تقيد ولوج الشاحنات إلى الأسواق والمجازر ساهمت في اضطراب ميزان العرض والطلب، وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار مرة أخرى، بسبب قلة العرض مقابل ارتفاع الطلب، في ظل غياب وعي استهلاكي حقيقي لدى المواطن.