وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء 4 تشرين الأول 2018 الجاسوس المزدوج السابق سيرغي سكريبال الذي تعرض للتسميم في بريطانيا بأنه “خائن” و”حقير” قائلا إنه واصل التعامل مع الاستخبارات الغربية بعد الإفراج عنه في صفقة تبادل جواسيس.
إعلان
لكنه نفى مجددا أي ضلوع لروسيا في قضية سكريبال، الذي تقول بريطانيا إنه تعرض للتسميم بغاز أعصاب مصمم من الحقبة السوفياتية، بأيدي ضابطين في الاستخبارات العسكرية الروسية في آذار/مارس.
وقال بوتين بنبرة غاضبة خلال منتدى عن الطاقة في موسكو “إنه مجرد حقير”.
وأضاف “إنه مجرد جاسوس وخائن لوطنه (…) مجرد حقير، بكل بساطة. لكن هناك حملة إعلامية كبيرة تمت فبركتها حول هذا الامر”.
وتابع “قُبض عليه وعوقب وأمضى خمس سنوات في السجن. أفرجنا عنه وذهب (إلى بريطانيا) وواصل التعامل وتقديم المشورة لأجهزة الاستخبارات”.
حكم على سكريبال الضابط السابق في الاستخبارات الروسية في 2006 بالسجن 13 عاما بتهمة “الخيانة العظمى” بعد إدانته ببيع معلومات للبريطانيين. وافاد عام 2010 من عفو من الرئيس آنذاك ديمتري مدفيديف وأطلق سراحه في صفقة تبادل للجواسيس بين موسكو ولندن وواشنطن، واستقر في بريطانيا.
وتناقض تصريحات بوتين عن مواصلة سكريبال التعامل مع اجهزة استخبارات غربية تصريحات سابقة للمتحدث باسمه قال فيها إن الجاسوس السابق “لا يمثل أي قيمة ولا أي أهمية” لدى موسكو.
وتأتي تصريحاته في أعقاب تقارير ذكرت أن سكريبال ساعد في السنوات الماضية في فضح العديد من الجواسيس الروس في دول أوروبية.
واستخف الرئيس الروسي باتهامات بريطانيا لضابطين في الاستخبارات العسكرية الروسية بمحاولة تسميم سكريبال وابنته يوليا بالغاز نوفيتشوك في مدينة سالزبري الإنكليزية في آذار/مارس.
ونجا سكريبال وابنته لكن زوجين بريطانيين هما دون ستورجس وتشارلي راولي لمسا غاز الاعصاب نفسه قرب سالزبري في وقت لاحق وتوفيت ستورجس.
وقلل بوتين من أهمية الأزمة في العلاقات مع بريطانيا التي تسببت بأكبر عملية طرد لدبلوماسيين روس من دول غربية منذ الحرب الباردة ووصفها بأنها “خلاف بين أجهزة أمنية”.
ورفض مجددا الاتهامات لروسيا بالوقوف وراء التسميم قائلا “لم يكن أحد بحاجة لتسميم أي شخص هناك (في بريطانيا)”.
وتابع “أحيانا أنظر إلى ما يحدث حول هذا القضية وببساطة ينتابني الذهول” مضيفا “كلما انتهت (فضيحة سكريبال) بسرعة كان ذلك أفضل”.
لا دليل
قالت السلطات البريطانية أن بوتين يتحمل المسؤولية في النهاية عن التسميم وهي اتهامات ندد بها الكرملين وقال إنها “غير مقبولة”.
وشدد بوتين على وجوب ان تسلك بريطانيا القنوات الصحيحة للتعاون مع روسيا في القضية وذلك عبر إرسال معلومات إلى المدعي العام كي تتمكن موسكو “من الاطلاع على ما حصل فعلا”.
والشهر الماضي دعا بوتين الرجلين اللذين تتهمهما بريطانيا بالسعي لاغتيال سكريبال، للظهور على التلفزيون قائلا إنهما مدنيان.
وفي مقابلة أثارت تساؤلات كثيرة على قناة “روسيا اليوم” الممولة من الكرملين، أكد الرجلان أن اسمهما رسلان بوشيروف والكسندر بتروف وأنهما ذهبا إلى سالزبري كسائحين ما أثار سخرية في روسيا وخارجها.
وقال موقع الاستقصاء البريطاني بيلينغكات الأسبوع الماضي إن “بوشيروف” هو في الحقيقة اناتولي تشيبيغا وهو كولونيل في الاستخبارات العسكرية منح وسام “بطل روسيا” الأرفع في روسيا، ويستخدم هوية زائفة منذ 2010.
والتقرير الذي تم التوصل إليه بالتعاون مع صحافيين استقصائيين روس — قال أحدهم في وقت لاحق إنه غادر البلاد خشية الملاحقة — نشر صورة لجواز سفر قديمة لتشيبيغا يشبه فيها رسلان بوشيروف.
ورفضت موسكو التقرير قائلة إن “لا دليل” اذا أن الشبه الجسدي لا يعني شيئا وقال الكرملين إنه لن يناقش المسألة بعد الآن مع صحافيين.
وهذا الاسبوع نشرت العديد من وسائل الإعلام صورة جديدة لأناتولي تشيبيغا بين صور خريجين من كليته العسكرية الواقعة في أقصى الشرق ويبدو فيها الشبه ببوشيروف واضحا.