24 ساعة-أسماء خيندوف
في تطور دبلوماسي لافت، أعلنت جمهورية غانا سحب اعترافها بـ”الجمهورية الصحراوية”. حيث تعكس هذه الخطوة تغيرا واضحا في المواقف الإقليمية والدولية تجاه النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وتعزز موقع المغرب في سياق الحل السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة.
وقد أصدرت وزارة الخارجية الغانية بيانا أكدت فيه أن هذا القرار يأتي في إطار “إعادة تقييم مواقفها الدبلوماسية بما يتماشى مع المصالح الوطنية والعلاقات الثنائية”. كما شددت على دعمها لجهود المغرب و الأمم المتحدة الرامية إلى إيجاد حل سياسي وواقعي لهذا النزاع الإقليمي.
و في هذا السياق، شدد العمراني بوخبزة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة عبد المالك السعدي أن: “قرار غانا يعكس تحولا ملحوظا في إدراك الدول الإفريقية لطبيعة النزاع في الصحراء المغربية، خاصة مع النجاحات الدبلوماسية التي حققها المغرب خلال السنوات الأخيرة. حيث أن المملكة استطاعت بناء شراكات استراتيجية متعددة الأبعاد مع دول القارة، وهو ما أضعف أطروحات البوليساريو وداعميها التقليديين.”
وأكد بوخبزة في تصريح لـ”24 ساعة” أن : “هذا القرار يضع البوليساريو في عزلة متزايدة، خاصة أن غانا كانت تعتبر من الدول التي تحتفظ بعلاقات دبلوماسية مع الجبهة منذ عقود. كما أن هذا التحول يبرز أهمية المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي أصبحت تحظى بدعم دولي متزايد.”
كما أشار المتحدث إلى أن: “من المتوقع أن يشجع هذا التطور دولا إفريقية أخرى على مراجعة مواقفها إزاء النزاع، خاصة أن عددا من الدول أعلنت سابقا عن فتح قنصليات في الأقاليم الجنوبية للمملكة، تأكيدا على دعمها للسيادة المغربية”.
و لا يمكن عزل قرار غانا، عن الدينامية التي يقودها المغرب على الصعيد الإفريقي، سواء من خلال عودته إلى الاتحاد الإفريقي في 2017، أو عبر تعزيز استثماراته في القارة. و بالإضافة إلى الدعم الدولي المتزايد لموقف المغرب، خاصة من قبل دول كبرى كأمريكا وفرنسا وإسبانيا.
و يعكس قرار غانا نجاح الدبلوماسية المغربية في كسب ثقة الدول من خلال دبلوماسية تعتمد على التعاون الاقتصادي والتنموي على الصعيد الدولي و القاري، وهو ما يؤكد أن الحل السياسي وفق مقترح الحكم الذاتي يبقى الخيار الأوحد لإنهاء هذا النزاع المفتعل.