بعد اختتام المائدة المستديرة حول الصحراء المغربية، اكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، إن “الروح البناءة التي سادت خلال اللقاء أمر جيد، ولكنها لا تكفي للتوصل إلى تسوية هذا النزاع”.
واضاف بوريطة، في ندوة صحفية بعد انتهاء اليوم الثاني والأخير من أشغال المائدة المستديرة برعاية الأمم المتحدة: “الجو البناء الذي ساد خلال المناقشات هو مصدر تفاؤل، ولكن يجب أن نتأكد هل سيترجم إلى إدارة حقيقية في الاجتماعات المقبلة؟”.
وحول المائدة المستديرة الثانية التي دعا إليها المبعوث الأممي في الربع الأول من سنة 2019، أكد وزير الخارجية المغربي أن الرباط مستعدة لحضور جميع اللقاءات إذا توفرت إرادة حقيقية لدى أطراف النزاع.
واعتبر بوريطة أن مشاركة جميع أطراف النزاع، في إشارة إلى حضور الجزائر، لأول مرة وجها لوجه مع المغرب، هو ما ساهم في تعزيز المائدة المستديرة، وأضاف أن المحطة المقبلة يجب أن يواكبها إعداد جيد عبر تعزيز العناصر التي أدت إلى نجاح مائدة جنيف، ويقصد انخراطا أكبر للجزائر، الطرف الرئيسي في نزاع الصحراء.
ويعتبر المغرب أن المائدة المستديرة هي مرحلة مختلفة عن جميع اللقاءات السابقة، وأوضح بوريطة أنه “لأول مرة تحضر كل الأطراف المعنية وتشارك في كل نقاط جدول الأعمال، وهو أمر لم يكن معمولا به في الاجتماعات السابقة”.
وشدد الوزير ذاته على أن مشاركة المغرب في طاولة المحادثات يأتي “وفق مرجعية قرارات مجلس الأمن الأخيرة، خصوصا الفقرة الثانية من قرار 2440 التي تشير بالواضح إلى أن هذه اللقاءات تهدف إلى التوصل إلى حل واقعي عملي قائم على التوافق”.
وحذر بوريطة من تكرار التجارب السابقة التي استنزفت الكثير من الجهد والوقت بدون إحراز أي تقدم يذكر، وأردف: “هناك تجارب سابقة يجب أخذ الدروس منها وليس تكرارها، سواء كانت مخططات متجاوزة أو غير واقعية أو صيغا غير مناسبة”.
من جهة ثانية تطرق بوريطة إلى دلالات مشاركة منتخبي الصحراء في لقاء جنيف، معتبرا أن هذا الطيف الصحراوي “كان له تأثير مهم في سير أعمال المائدة المستديرة، وذلك عبر العروض التي قدمها ممثلو الأقاليم الجنوبية حول التقدم الاقتصادي وبرامج التنمية في المنطقة ودور الشباب والنساء كقاطرة لإيجاد حل لنزاع الصحراء”.
يشار إلى أن محادثات أشغال الجلسة الثانية والأخيرة من المائدة المستديرة المنعقدة على مدى يومين بمدينة جنيف السويسرية اختتمت مساء اليوم الخميس، برئاسة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هورست كولر، وبمشاركة جميع أطراف النزاع الإقليمي حول الصحراء وهي: المغرب والجزائر والبوليساريو وموريتانيا.
وكشف المبعوث الأممي، في تصريح صحافي بعد انتهاء اللقاء، أنه تقرر عقد مائدة مستديرة مماثلة في الربع الأول من سنة 2019؛ وذلك بعد موافقة الوفود الأربعة المشاركة في الاجتماع.