أسامة بلفقير – الرباط
أسفي خطوة تسعى إلى تنويع شركاء المملكة، يتجه المغرب نحو الانفتاح على دول وسط أوربا، باعتبار دوره الاستراتيجي في القارة الإفريقية. ويسعى المغرب إلى إرساء شراكة حقيقية معه في مجالات الهجرة ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والتصدي للمخاطر الأمنية، داعيا إياها في الوقت نفسه، وكافة الدول الأوربية، للاهتمام بشركائها والاستماع إلى انتظاراتهم.
وأجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، على مدى يومين ببودابست، سلسلة من المباحثات مع نظرائه التشيكي جاكوب كولهانيك، السلوفاكي إيفان كورشوك والبولوني زبيغنييف راو والهنغاري بيتر سيارتو في أول اجتماع لمنتدى الحوار المغربي ومجموعة “فيشغراد”، انتهت اليوم الثلاثاء، بندوة صحافية مشتركة.
وعبر بوريطة في الندوة الصحافية التي عقدت اليوم في بودابيست، عن سعادته بالتواجد في أول اجتماع لهذه المجموعة من الدول الأوربية مع المغرب، موجها تحية خاصة إلى الرئاسة الهنغارية على الدعوة والاستقبال وإتاحة الفرصة لعقد هذا الاجتماع.
وشدد بوريطة على أن “المسافة الجغرافية بين المغرب ودول “فيسغراد” يقابلها تقارب كبير على مستوى القيم والتحديات والمصالح”، معتبرا أن هذه الدول مثل المغرب “لها تاريخ عريق وثقافة وقيم مثل المغرب ومتمسكة بسيادتها وخصوصياتها وتدافع عنها بالتزام مبدئي، وهي نفس مواقف المغرب”. كما أن المغرب “يتقاسم مع مجموعة دول “فيسغراد” أهمية الارتكاز على التاريخ المشترك لاستمداد القوة الجماعية للتكتل حول التحديات المشتركة”.
وأشار بوريطة عن توجه المغرب نحو تنويع شركائه، وقال إن البلاد ترعى علاقاتها التقليدية مع الدول الأوربية القريبة، ولكنها “تسعى إلى تنويع الشراكات داخل الاتحاد الأوربي بالانفتاح على مجموعات أخرى منها هذه المجموعة التي يعتبرها المغرب مهمة”.
ونبه بوريطة الدول الأوربية التي تربطها علاقات مع المغرب أو تسعى لتعزيزها، إلى ضرورة التجاوب مع مطالبه، والاستماع إليه والتعامل بمسؤولية معه، وقال في هذا السياق، إن “المغرب كان دائما شريكا مسؤولا ويتعامل بمسؤولية في إطار شراكة واضحة، واذا كانت أوربا تحتاج لشركاء فيجب كذلك أن تهتم بشركائها وانتظاراتهم، وهذه الدول التي تريد الاعتماد عليها في مجال الهجرة”.