24 ساعة-متابعة
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن القارة الإفريقية تواجه تحديات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث لا يشكل الخبراء والمهندسون المتخصصون في هذا المجال من أصل إفريقي سوى 1%. وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقب انعقاد اجتماع مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي عبر الفيديو.
وأشار بوريطة إلى أن حوالي 70.000 من الخبراء الأفارقة في مجال الذكاء الاصطناعي هاجروا إلى الخارج، مما يزيد من الفجوة التكنولوجية التي تعاني منها القارة. وأضاف أن هناك ضرورة ملحة لتعزيز التدريب والاستثمار في رأس المال البشري المتخصص في هذه التقنيات لمواكبة التطور السريع في هذا القطاع.
وأوضح الوزير أن هذا الاجتماع، الذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى الوزراء في الاتحاد الإفريقي المخصص للذكاء الاصطناعي، يأتي في إطار الرئاسة المغربية لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي لشهر مارس. وأبرز بوريطة أن هذا الاجتماع يتماشى مع رؤية الملك محمد السادس لتعزيز موقع إفريقيا في مجال الذكاء الاصطناعي، لمواجهة التحديات التي تطرحها هذه التكنولوجيا والاستفادة من فرصها.
وشدد بوريطة على أن إفريقيا تواجه تحديات جديدة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي، حيث تستخدم 40% من الجماعات الإرهابية هذه التقنيات في عملياتها، في حين تعرضت 47 دولة حول العالم لتدخلات تستخدم الذكاء الاصطناعي في عملياتها الانتخابية.
وأورد أن انتشار مقاطع الفيديو المزيفة قد ارتفع بنسبة 900% في السنوات الخمس الماضية، بينما زادت الأخبار المزيفة بأكثر من 300% في السنوات الثلاث الماضية، مما يدل على حجم تأثير هذه التكنولوجيا على الأمن والاستقرار في إفريقيا.
من ناحية أخرى، لفت بوريطة إلى أن الذكاء الاصطناعي يوفر فرصًا هائلة، خاصة في مجال الإنتاج الزراعي، الذي يمكن أن يزيد بنسبة 10 إلى 20% بفضل هذه التكنولوجيا، في وقت تواجه فيه القارة تحديات في مجال الأمن الغذائي. وأردف أن أهمية مشاركة إفريقيا بشكل نشط في تعزيز الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى دور المغرب في هذا المجال، خاصة من خلال إطلاق مجموعة الأصدقاء المعنية بالذكاء الاصطناعي من أجل التنمية المستدامة في إطار الأمم المتحدة.
واختتم بوريطة كلمته بأن هناك حاجة ماسة لتطوير البنية التحتية في إفريقيا لمواكبة التطور السريع في هذا القطاع، ووضع إطار قانوني مناسب، مشيرا إلى أن المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، يضع خبرته الرقمية في خدمة أشقائه الأفارقة، في إطار التعاون جنوب-جنوب الذي تدعو إليه المملكة.